الدلالات القانونية والسياسية والرمزية للمرسوم الرئاسي الأمريكي حول مغربية الصحراء

الدكتور ميلود بلقاضي
كلية الحقوق اكدال الرباط.

اكد نص بلاغ الديوان الملكي ان الاتصال الهاتفي بين جلالة الملك والرئيس الامريكي دونالد ترامب، جاء بعد اخبار الرئيس الأمريكي جلالة الملك بأنه أصدر مرسوما رئاسيا يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية.
وفي هذا السياق، وكأول تجسيد لهذه الخطوة السيادية الهامة، قررت الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية ليكون بذلك اكبر انتصار سياسي حققه المغرب حول صحراءه  منذ اكثر من 40 سنة الامر الذي احدث زلزالا مدويا عند الكيان الوهمي و النظام الجزائري ويكفي الاطلاع على بيان حكومة الكيان الوهمي والنظام الجزائري حول المرسوم الرئاسي الامريكي المعترف لسيادة المغرب على اراضيه الجنوبية.
سياق المرسوم الرئاسي الأمريكي حول مغربية الصحراء: جاء اصدار هذا المرسوم الأمريكي في وقت دقيق من تاريخ النزاع المفتعل حول الصحراء بعد إعادة فتح المغرب لمعبر الكركرات ،وفشل خطة الجزائر وجنوب أفريقيا ادماج قضية النزاع المفتعل حول الصحراء في اجندة اجتماع أعضاء ودول الاتحاد الافريقي الأخير، وفتح عدة دول قنصلياتها بالداخلة وبالعيون، وتوصل الرئيس الأمريكي بعدة تقارير حول مخاطر جبهة البوليساريو المدعومة من طرف الجزائر على السلم المغاربي والساحلي والافريقي والعالمي.
قوة ورمزية المرسوم الرئاسي الأمريكي ودلالالته: تتمثل القوة القانونية والسياسية لهذا المرسوم كونه موقع من طرف الرئيس الأمريكي ترامب اقوى رئيس امريكي والمعروف بقراراته الشجاعة والصارمة، اما قوته الرمزية فتتمثل في كونه صادر على اقوى دولة في العالم انها الولايات المتحدة الامريكية المتحكمة في هيئة الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي كل المؤسسات الدولية المالية والسياسية والمدنية والحقوقية وقائدة العالم ، اما دلالالته فتتمثل في طي ملف نزاع مفتعل ورد الامور الى اطارها الشرعي والقانوني لوضع حرب عصابات تحت غطاء جزائري.
مضمون المرسوم الرئاسي الأمريكي،:يتضمن اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، انه اعتراف تاكيدي لسيادة المغرب على اراضية بعد اكثر من 45 سنة من التضليل للراي الوطني الجزائري والافريقي والدولي.
والاكيد ان لهذا المرسوم جوانب قانونية وسياسية لها وزنها الدولي في مقدمتها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، انه اكبر انتصار للمغرب من اكبر دولة في العالم، والاساسي في هذا القرار انه له اثره الفوري بمعنى ان مضمون القرار له مفعوله السياسي الفوري، ويتجسد هذا الأثر الفوري في قرار الولايات المتحدة فتح قنصلية بمدينة الداخلة، تقوم بالأساس بمهام اقتصادية، من أجل تشجيع الاستثمارات الأمريكية، والنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، لاسيما لفائدة ساكنة أقاليمنا الجنوبية.
ابعاد ورسائل المرسوم الرئاسي الأمريكي: اكيد ان هذا الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء سيكون له ما بعده خصوصا على مستوى هيئة الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي والاتحاد الافريقي ،انه قرار تاريخي وموقف يعزز الشراكة الاستراتيجية القوية بين البلدين والارتقاء بها إلى تحالف حقيقي يشمل جميع المجالات كما جاء في بلاغ الديوان الملكي.
وحسب بلاغ الديوان الملكي فاعتراف الولايات المتحدة الامريكية بسيادة المغرب على صحراءه هو أيضا اعتراف امريكي بدور جلالة الملك كقائد مدافع عن القضايا الدولية العادلة ومنخرط في محاربة الإرهاب ومتشبع بالقيم الديمقراطية الكونية ويقود دولة معروفة بالاعتدال وبالتسامح وبالانفتاح.
مرسوم الرئيس الأمريكي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية، لأول مرة في تاريخها، بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية ستكون له عدة ابعاد قانونية وسياسية تعيد لمنطقة الصحراء منطقها التاريخي وشرعيتها الجغرافية واستقرارها الجيو سياسي وتضع نهاية لنزاع مفتعل دام اكثر من 45 سنة لعبت فيها بعض الدول وفي مقدمتها الجزائر دورا خبيثا.
انها رسائل لمن يمهم الامر مفادها ان السيادة المغربية على أراضيه الجنوبية محسومة من طرف اقوى دولة بالعالم الا وعي الولايات المتحدة الامريكية ، وقد صدق ترامب عندما قال كيف لا تعترف الولايات المتحدة الامريكية بسيادة المغرب على أراضيه الجنوبية في وقت اعترف فيه المغرب بدولة الولايات المتحدة الامريكية قبل ان توجد الجزائر والكيان الوهمي ذاته بقرون ، انه اعتراف تاريخي بمنطق التاريخ ووأد لاوهام كيان العصابات ودولة الاستخبارات.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.