شيخ الأزهر يدخل على خط مقتل صامويل باتي: "الإساءة للأديان دعوة صريحة للكراهية"

عبر شيخ الأزهر الإمام أحمد الطيب عن تنديده بمقتل مدرس في فرنسا ذبحا، معتبرا أنه "فعل إرهابي أثيم". وأضاف "في ذات الوقت، أؤكد أن الإساءة للأديان والنيل من رموزها المقدّسة تحت شعار حرية التعبير، ازدواجية فكرية ودعوة صريحة للكراهية".

وجاء كلام شيخ الأزهر في خطاب ألقاه عن بُعد في روما في ساحة الكابيتول الشهيرة أمام مجموعة من كبار رجال الدين المسيحيين واليهود والبوذيين بينهم البابا فرنسيس وبطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول وكبير حاخامات فرنسا حاييم كورسيا، الذين التقوا الثلاثاء لتوقيع دعوة مشتركة إلى السلام.

ووقف المشاركون دقيقة صمت تكريما لضحايا جائحة كوفيد-19.

وقال شيخ الأزهر في خطاب ألقاه باللغة العربية "إنني كمسلم وكشيخ للأزهر الشريف، أبرأُ إلى الله تعالى وأبرّئ أحكام الدين الإسلامي الحنيف وتعاليم نبيّ الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلّم - من هذا الفعل الإرهابيّ الأثيم". وأضاف "ليس هذا الإرهابي وأمثاله يعبّرون عن دين محمد".

وقُطع رأس صامويل باتي، أستاذ التاريخ والجغرافيا الجمعة قرب مدرسة في "كونفلان سانت - أونورين" في شمال غرب باريس.

وقال وزير الداخلية جيرار دارمانان في إشارة إلى مشتبه بهما تمّ توقيفهما "من الواضح أنهما أصدرا فتوى ضد الأستاذ"، متحدثا بذلك عن والد تلميذة والناشط الإسلامي المتطرف عبد الحكيم الصفريوي.

وكان المدرس عرض على تلاميذه رسوما كاريكاتورية للنبي محمد أثناء درس عن حرية التعبير. وقتلت الشرطة الفرنسية المهاجم وهو روسي شيشياني يبلغ 18 عاماً.

وكان الأزهر الشريف ندد في شتنبر بقرار مجلة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة إعادة نشر رسوم كاريكاتورية، تمثل النبي محمد، مع بدء محاكمة شركاء الجهاديين الذين قتلوا أعضاء في هيئة تحريرها في يناير 2015.

وفي أكتوبر، وصف مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، وهو بمثابة الهيئة العلمية الأعلى في المؤسسة السنية البارزة، تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن الإسلام بأنها "عنصرية" و"تدعم خطاب الكراهية" منددا بـ"اتهامات" تستهدف الإسلام.

وكان البابا فرنسيس وشيخ الأزهر وقّعا فيفبراير 2019 في أبوظبي في الإمارات "وثيقة الأخوة الإنسانية"، التي نددا فيها بالتطرف الديني ودعم الإرهابيين.

وفي خطابه حول السلام الثلاثاء، اعتبر البابا فرنسيس أن "الأديان هي في خدمة السلام وليست متفرجا جامدا على الشر والحرب والكراهية"، مبديا أسفه للأعمال "الإرهابية والمتطرّفة التي ترتكب أحيانا باسم الدين".


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

تعليق 1
  1. اسباب الصراع بين الامس واليوم يقول

    هل يمكن اعتبار ما آلت اليه فكرة العلمانية واللادينية الفرنسية -خصوصا- تطرف علماني ولا ديني على شكل التطرف الديني الذي تسعى – وكذلك الجميع كل من منظوره – الى محاربته ؟

    الاكيد على الاقل ان تحركات ماكرون اهدافها انتخابية بالدرجة الاولى ومحاولة لجعل دولته في موقع قوة ان على مستوى اوربا وكذلك على المستوى الدولي إذا ما ربط التحرك الداخلي هذا مع تحركاته في لبنان وضد تركيا لصالح اليونان وقبرص … خصوصا

    هي ساعة اعادة توزيع اوراق اللعبة السياسية على المستوى الدولي وعلى مستوى التوازنات والمصالح الجيواقتصادية و الجيوسياسية كذلك، غير ان الخطير كون الموضوع يمكن ان يكتسي طابعا دينيا خصوصا على ضوء تقارب الدول العربية مع اسرائيل والذي من شأنه ان يقطع الطريق على كل الدوافع “الدينية” المعلنة للحركات المحاربة باسم استرجاع المسجد الاقصى، مما سيجعل اسباب الصراع حول الثروات الابدي والغير معلن يصبح في واجهته ذو طابع عقائدي، فحتى الايديولوجيات انتهى زمانها وهي التي كانت تخفف من وطأة الصراع بين الطبقات الغنية والفقيرة في المجتمعات …