ارتفاع الإصابات بـ"كورونا".. بين الـ"طمأنة" الحكومية والأرقام الـ"مقلقة"

لا حديث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبين  المراقبين للوضع الصحي بالمغرب إلا على الارتفاع الصاروخي لعدد الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد، اليوم السبت .

 

اتهامات لـ"الباطرونا"

 

ويتساءل المراقبون، عن ما إذا كان الوضع ما يزال متحكما فيه من قبل وزارة الصحة، بمعية السلطات المحلية أم أنه خرج عن السيطرة، ولاسيما بجهة الشمال التي باتت تسجل عددا كبيرا من حالات الوفاة، بالإضافة إلى أن قرابة نصف الحالات المسجلة اليوم كانت بجهة الشمال وبالضبط بمدينة طنجة .

البعض الاخر اتجه لإتهام "الباطرونا" بالمساهمة بشكل كبير في انتشار الفيروس ولاسيما أن أغلب الحالات سجلت بالبؤر الصناعية والتجارية سواء بجهة الشمال أم في مدينتي اسفي والقنيطرة وكذلك العيون جنوب المملكة، وأن عددا كبيرا من الحالات المصابة سجلت بين المخالطين للمصابين بهذه البؤر .

 

حصيلة "مخيفة"

 

هذا وأشار المنسق الوطني لحالة الطوارئ الصحية، أن المغرب سجل اليوم السبت، 811 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، ليرتفع العدد الإجمالي للمصابين بالفيروس إلى 19645 حالة في المغرب.

مبيان لموقع "وولدميتري"

وأبرز المسؤول الصحي نفسه، في التصريح اليومي، المتعلق بالحالة الوبائية بالمغرب،أن المعدل التراكمي لحالات الإصابة ارتفع إلى 54 شخص لكل 100 ألف نسمة .

وأوضح المتحدث نفسه أن معدل تكاثر الحالات ارتفع هو الاخر، ليصل إلى 1,59 .

 

المغرب "الثاني" إفريقيا

 

وبارتفاع عدد الإصابات يطفو على السطح، الزيادة في عدد الاختبارات حيث تجاوز المغرب عتبة المليون اختبار .

ويحتل المغرب الرتبة الثانية إفريقيا، من عدد الاختبارات مباشرة بعد جنوب إفريقيا التي تقارب النصف مليون حالة إصابة، والرتبة الخامسة عالمية متقدمة على دول كانت تعد بؤرا للإصابة كما هو شأن إيطاليا وفرنسا والصين مصدر الفيروس للعالم .

 

 

وكان المغرب قد بدأ في سياسة الزيادة في عدد الاختبارات متقدما، وفي المراحل الأولى لانتشار الفيروس، متقدما على مجموعة من الدول التي أدت الثمن غاليا وحققت نسبا مرتفعة من الوفيات .

 

وزارة الصحة اليوم ووفقا للمعطيات التي قدمتها عبر بوابتها الرقمية، أكدت أنه تم إنجاز أكثر من عشرين ألف اختبار، ليصل إجمالي التحاليل إلى 1106568 اختبار .

 

وضع تحت "السيطرة"

 

ولم يخفي وزير الصحة خالد أيت طالب، خطورة الوضع، قبل أن يستدرك الوضع  مطمئنا المغاربة "المغرب توجد اليوم في وضعية مطمئنة، بالرغم من حالات الوفيات المسجّلة مؤخرا" .

ارتفاع مؤشر الوفيات (موقع وولدميتري)

واعتبر المسؤول الحكومي في ندوة رقمية اليوم السبت، أن الأمر كان متوقعا ومنتظرا، لأن بلادنا قررت اعتماد هذا التخفيف كما رفعت من معدلات اختبارات الكشف عن الفيروس بشكل كبير، للمساهمة في العودة التدريجية للحياة الطبيعية، اقتصاديا واجتماعيا".

 

عودة الحجر

 

من جهة أخرى يتساءل المواطنون، عن ما إذا كان المغرب سيعود لفرض الحجر الصحي بعد تسجيل حالات الإصابة المرتفع، بالإضافة كذلك إلى تسجيل أعداد غير مسبوقة من حالات الوفاة .

وعن هذا الموضوع لم يستبعد خالد أيت الطالب، عودة الحجر مجددا، "وأكد أن “العودة لتطبيق الحجر الصحي أمر وارد في كل لحظة وحين، إذا ما لم يتم احترام التدابير الوقائية، لأن الفيروس يتواجد بيننا وينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على ضحاياه، الذين يسعى للفتك بهم، وهو المآل الذي بات يتهدد حتى الشباب والأشخاص غير المصابين بأمراض مزمنة، وهو ما ينبغي معه أخذ كل الاحتياطات الضرورية، حتى لا تذهب المجهودات الجبارة التي بذلتها بلادنا وأطرنا الصحية وكل الجنود الذين تواجدوا في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة، سدى وتضيع ونصبح أمام انتكاسة يتمنى الجميع تفاديها".

 

تفادي الزيارات

 

ارتفاع عدد حالات الإصابة، قد تزيد منها الزيارات العائلية بمناسبة عيد الأضحى، أيام قليلة تفصلنا على الأخير .

تخوف، قابله رئيس الحكومة في ندوة صحفية، بدعوة المغاربة لعدم السفر إلا للضرورة القصوى من أجل تفادي انتشار الفيروس المستجد .

وطالب العثماني، في الندوة التي حضرها بمعية خالد أيت الطالب، وزير الصحة، أن المغاربة يتعين عليهم الحفاظ على أبنائهم وذويهم من الفيروس المستجد، وبالتالي فيلزم عليهم البقاء في المنازل واستعمال الاتصالات الهاتفية، وتطبيقات التراسل الفوري وتفادي الزيارات من أجل الحد من انتشار الفيروس المستجد .

 

عيد في ظروف استثنائية

 

وزير الصحة خالد أيت طالب، قال في ندوته الافتراضية اليوم، السبت “خلال الأسبوع المقبل مناسبة لها حضورها القوي دينيا واجتماعيا، ويتعلق الأمر بمناسبة عيد الأضحى، التي تلتف خلالها الأسر حول مائدة واحدة، أكثر من أي وقت آخر في السنة، وقد اعتاد المغاربة أن يقضوا هذه المناسبة مع عائلاتهم الصغيرة والكبيرة على حدّ سواء، ولأجل ذلك يقطع بعضهم مئات الكيلومترات".

 

المسؤول الحكومي تابع في الندوة ذاتها، "إلا أن عيد الأضحى لهذه السنة يأتي في ظرفية استثنائية وعصيبة، وهو ما يقتضي التحلي بالنضج والمسؤولية، من خلال تفادي الزيارات التي لا تعتبر أساسية وضرورية، وتفادي المصافحة والعناق والتقبيل حين اللقاء بين أفراد الأسرة الواحدة، والحرص على تطبيق التدابير الوقائية في التجمعات العائلية، لأن هذه المناسبة يكون فيها التقارب الجسدي والاجتماعي أكبر، وهو ما يجب الانتباه إليه والحذر منه، لأن أحد أهم السبل الوقائية التي يجب الحرص على التقيد بها لتفادي الإصابة بفيروس كوفيد 19 هو التباعد الجسدي".

 


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.