أمينة لعناية المديرة العامة للاتحاد الدولي للدراجات: المساواة بين الجنسين على رأس أولويات الاتحاد الدولي

لطالما وجهت الانتقادات لرياضة سباق الدراجات بسبب الحيف الذي يطال العنصر النسوي أو ما يصطلح عليه" ترك المتسابقات على حافة الطريق"، بيد أن تغيير ثقافة ممارسة وتدبير هذه الرياضة العريقة وتحقيق المناصفة بين الجنسين أصبحا من أولوية الأولويات لدى الاتحاد الدولي للعبة. في هذا السياق، تقول المغربية أمينة لعناية "باعتباري، أول امرأة تتولى تسيير الإدارة العامة للاتحاد الدولي للدراجات في تاريخ الاتحاد الممتد على مدى 120 عاما، فإنني أعمل على أن يحظى هذا الموضوع بالأولوية وكذا التزام منظمتنا بتحقيق نتائج ملموسة في العامين المقبلين".

وأشارت لعناية، في حوار مع موقع " فران جو" الإلكتروني الذي يعنى بالحركة الأولمبية الدولية، إلى أن خير دليل على ذلك حصول الاتحاد الدولي للدراجات على "شهادة الأرباح الاقتصادية للمساواة بين الجنسين"، وهي المعيار الدولي المرجعي لإصدار الشهادات للمنظمات في قضايا المساواة المهنية بين الرجل والمرأة، مؤكدة أن الاتحاد الدولي للدراجات بات يشكل نموذجا يحتذى في الحركة الأولمبية الدولية.

وبينت أن الاتحاد الدولي للدراجات هو أول اتحاد رياضي دولي يقوم بهذه الخطوة، وأول من يحصل على هذا المستوى من الاعتراف، مؤكدة أن هذه الشهادة تقر بالتزام الاتحاد في مجال الحكامة الداخلية بتحقيق المساواة بين الجنسين في مكان العمل.

وأشارت أمينة لعناية إلى اعتماد ميثاق العام الماضي لمحاور سياسة الاتحاد في مجال المساواة بين المرأة والرجل في إدارة الاتحاد " لكننا نريد أيضا توسيع هذه السياسة لتشمل جميع هيئات رياضة الدراجات. لقد قمنا بتعديل قوانيننا الأساسية قصد تحديد متطلبات بخصوص الحد الأدنى لتمثيلية كل جنس داخل الأجهزة المسيرة للاتحاد الدولي للدراجات، والاتحادات القارية والاتحادات الوطنية."

وتابعت أن هذه المناصفة تتجلى أيضا من خلال الجوائز والمكافئات المالية حيث يتم احترام المساواة بين الجنسين في بطولة العالم وفي الترتيب العام لكأس العالم، مذكرة بأنه تجرى حاليا مناقشات مع اللجنة الأولمبية الدولية لتحقيق المناصفة الكاملة والشاملة في الألعاب الأولمبية المقررة بباريس سنة 2024.

كما تم اتخاذ إجراءات ملموسة في ما يخص السباقات الاحترافية النسائية على الطريق، باعتماد حد أدنى للأجور، علاوة على تعزيز حماية المتسابقات من خلال إقرار مقتضيات جديدة ضمن مدونة أخلاقيات الاتحاد.

ولم يفت لعناية، التي ضخت دماء جديدة في شرايين الأجهزة المسيرة للاتحاد الدولي للدراجات منذ تقلدها هذا المنصب، التذكير بأن خارطة الطريق الإستراتيجية للاتحاد وأجندة 2022، التي تتماشى مع برنامج اللجنة الأولمبية الدولية، تؤكد الالتزام بتعزيز إشراك المرأة في تسيير دواليب رياضة الدراجات إن على المستوى الرياضي الصرف أو على مستوى الحكامة، وتكافؤ الفرص والمساواة في مكان العمل ومكافحة كل أشكال التمييز.

وسجلت المديرة العامة للاتحاد الدولي للدراجات أن سباقات الدراجات النسائية أصبحت جذابة للغاية من حيث المتابعة الجماهيرية والتغطية الإعلامية،مستدلة في ذلك كون الدوري العالمي للاتحاد الدولي للدراجات النسائية استقطب عام 2018 ما يزيد عن 147 مليون مشاهد لمدة 1430 ساعة من البث.

وخلصت المسؤولة المغربية بالاتحاد الدولي للدراجات إلى أن أكثر الدراجين شعبية في وسائل التواصل الاجتماعي امرأة، وهي الكولومبية ماريانا باجون، البطلة الأوليمبية مرتين في صنف "بي إم إكس" مقرة مع ذلك بأنه "ما يزال هناك عمل يتعين القيام به في هذا الصدد، لكننا نسير في الاتجاه الصحيح لإعطاء رياضة الدراجات النسائية المكانة اللائقة بها ".

فبعد أن راكمت أمينة لعناية تجربة على مستوى الممارسة بين مكاتب المحاماة والاستشارات الدولية بباريس ولوزان، التحقت أمينة، الحاصلة على درجة " الماستر" في القانون الخاص من جامعة ديجون بفرنسا، بالمصلحة القانونية للاتحاد الدولي لسباق الدراجات في 2006، لتعين بعد ذلك في منصب مديرة عامة مساعدة في 2013، ثم مديرة عامة بالنيابة في 2017.

وفي يناير 2018، أصبحت السيدة لعناية أول امرأة تتولى منصب المدير التنفيذي للاتحاد الدولي للدراجات، الهيئة الرائدة عالميا في الإشراف على تنظيم مسابقات الأميرة الصغيرة منذ تأسيسها في باريس سنة 1900


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.