علمت "بلبريس" بأن العشرات من الفلاحين المنتمين لإقليم تارودانت، قد حطوا الرحال منذ شهور بإقليم زاكورة والنواحي، بحثا عن الأراضي الصالحة للفلاحة، قصد زراعة البطيخ الأحمر أو مايعرف وطنيا بالدلاح.
وحسب مصادر مطلعة، فقد سجل هذه السنة إرتفاع ملحوظ في عدد الفلاحين المنتقلين من أقاليم سوس ماسة نحو زاكورة والنواحي، بل أن بعضهم تمكن من الحصول على اراضي صالحة للزراعة بجوار إقليمي ورزازات وطاطا وليس فقط زاكورة، خاصة وأنه يتوقع أن يصل الإنتاج هذه السنة أزيد من 1.5 مليون طن على مساحة تتجاوز30 الف هكتار، كسابقة من نوعها بالمنطقة.
اقرأ أيضا
وأضافت المصادر ذاتها، بأن الهدف الوحيد للفلاحين الباحثين عن الأراضي، هو من اجل زراعة "الدلاح" الذي يحتاج عنصرين أساسيين للحصول على منتوج بتكلفة أقل وبوجدة عالية، وهما ارتفاع درجة الحرارة وكثرة المياه، حيث أن الفاكهة الصيفية تحتوي على 92 في المائة من وزنها عبارة عن مياه.
وأوضح المصدر ذاته، بأن زراعة البطيخ الاحمر، أضحت موردا إقتصاديا مهما بالمنطقة، لكن الفاكهة تهدد الفرشة المائية بالنضوب التام، في إعادة لسيناريو بعض المناطق بجهة سوس ماسة التي غادرها أغلب الفلاحون ومنتجوا الحوامض والخضر، بسبب النقص الشديد في المياه.
وفي ذات السياق، حذرت جمعية أصدقاء البيئة بزاكورة، بكون التساقطات المطرية لم تتعدى خلال السنوات الماضية 10 ملم، مما نتج عنه تراجعا للفرشة المائية، في ظل استمرار زراعة “الدلاح” بشكل قوي، مؤكدة أن الجمعية ليست ضد الفلاح الصغير المحلي الذي تكبد خسائر فادحة خلال السنوات الماضية، وتراكمت بذمته الديون، بل إنها تعارض الفلاحين القادمين من خارج الإقليم، ويقومون باكتراء أراضي الجموع والفلاح الصغير فقط من الربح السريع.
ووفق بلاغ للجمعية، فقد دق أصدقاء البيئة ناقوس الخطر جراء استنزاف الفرشة المائية، مصدر الماء الصالح للشرب، وتدمير التربة وبالتالي الإجهاز على النظام اﻻيكولوجي الواحي، مما سيتسبب في تهديد استقرار الساكنة واضطرارها للهجرة الجماعية، محملة المسؤولية للجهات المعنية وطنيا وجهويا ومحليا، بتبني رؤية فلاحية جديدة مستدامة ومندمجة، تروم إنقاذ الموارد المائية بالمنطقة.
شكرا لكم على هذا الموضوع الجميل