كشفت صحيفة “ذا صن” البريطانية تفاصيل مثيرة عن خطة هروب بشار الأسد من سوريا، والتي تمت الموافقة عليها شخصيا من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقد جاءت هذه الخطة في وقت كانت فيه المعارضة السورية المسلحة على مشارف العاصمة دمشق.
احتفظ الأسد بتفاصيل خطة هروبه سرا حتى عن أقرب مستشاريه خوفا من تسريبها. وفي يوم تنفيذ الخطة، أخبر مكتبه أنه سيعود إلى منزله بعد العمل، وشجع قادته على مواصلة القتال مدعيا قدوم المساعدات الروسية، لكنه بدلا من ذلك توجه إلى المطار وغادر البلاد سرا.
وفقا لتقرير بلومبرغ، تم نقل الأسد على متن طائرة أوقف فيها جهاز الإرسال والاستقبال لتجنب التتبع. وقد نظم عملاء المخابرات الروس عملية الهروب عبر قاعدة جوية روسية في سوريا.
وكشف خبير الأمن ويل جيديس أن خطة هروب الأسد تضمنت استخدام بدلاء وحيل متعددة. فقد تم إرسال سيارة ليموزين رئاسية في اتجاه معاكس في دمشق، يجلس فيها شخص يشبه الأسد أو زوجته أو أحد أفراد أسرته، بهدف تضليل المعارضة وشبكات استخباراتها.
قبل هروبه بأيام، أشرف الأسد من قصره الرئاسي على إجلاء عائلته وثرواته وممتلكاته الثمينة. وأشار جيديس إلى احتمال وجود أموال مخبأة في حساب مصرفي سويسري، وصندوق للهروب يمكن استخدامه لدفع الرشاوى عند الحاجة.
تضمنت حماية الأسد أفضل القوات المتاحة، وربما أعضاء سابقين من القوات الخاصة الأجنبية من دول مختلفة. وتم التخطيط لنقله بطائرة هليكوبتر إلى المطار تجنبا لازدحام شوارع دمشق، مع إطلاق طائرات هليكوبتر وهمية في اتجاهات مختلفة للتمويه.
رصد موقع “فلايت رادار 24” رحلة جوية غامضة غادرت دمشق صباح الأحد على متن طائرة روسية من طراز إليوشن إيل-76تي. اتجهت الطائرة نحو البحر المتوسط، ثم قامت بانعطافة قرب حمص قبل أن تهبط وتختفي عن الخريطة بعد 40 دقيقة من إقلاعها. وقد أرجع الموقع فقدان إشارة الطائرة إلى وجودها في منطقة تشويش على نظام تحديد المواقع العالمي أو بسبب جهاز إرسال واستقبال قديم.
وفي محاولة للتغطية على العملية، زعم المركز الأوكراني للاتصالات الاستراتيجية وأمن المعلومات أن روسيا روجت لادعاءات عن وفاة الأسد في حادث تحطم لإخفاء دورها في مساعدته على الهروب.