ينطلق اليوم الثلاثاء سباق الرئاسة الأمريكية وسط تنافس حاد بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية كامالا هاريس، حيث تتباين استطلاعات الرأي بينهما، وتشير التوقعات الأخيرة إلى تقدم ترامب، مما يزيد من ترقب الأمريكيين والعالم لنتائج هذه الانتخابات المثيرة.
وتُجرى الانتخابات الأمريكية وفق نظام اقتراع غير مباشر، يعتمد على أصوات كبار الناخبين في المجمع الانتخابي، ويُعتبر المرشح الذي يتجاوز عتبة 270 صوتًا من إجمالي 538 صوتًا هو الفائز بمنصب الرئاسة.
حيث يجتمع كبار الناخبين، الممثلون للهيئة الناخبة، في عواصم ولاياتهم مرة كل أربع سنوات بعد الانتخابات ليحسموا السباق إلى البيت الأبيض.
ويعود هذا النظام الانتخابي إلى الدستور الأمريكي لعام 1787، الذي أرسى قاعدة الاقتراع العام غير المباشر في دورة واحدة، حيث لا تعتمد النتيجة على التصويت الشعبي العام بل على تصويت الهيئة الناخبة، ما قد يؤدي أحياناً إلى فوز مرشح رغم حصول منافسه على عدد أكبر من أصوات الناخبين.
وقد شهدت الانتخابات الأمريكية حالات مشابهة، أبرزها في عام 2016، حين فاز ترامب على منافسته هيلاري كلينتون رغم تفوقها عليه بثلاثة ملايين صوت في التصويت الشعبي. وحدث الأمر ذاته في انتخابات عام 2000، حيث تفوق جورج بوش على آل غور بفارق ضئيل، رغم تقدم الأخير بنحو 500 ألف صوت في الاقتراع الشعبي.
وبلغ عدد الأميركيين الذين أدلوا بأصواتهم خلال الاقتراع المبكر في انتخابات 2024 أكثر من 77 مليونا، وهو رقم فاجأ كثيرا من المراقبين، ويعد مؤشرا على اشتداد المنافسة بين المرشحين الرئاسيين دونالد ترامب وكامالا هاريس.
وحسب المعطيات التي رصدها "مختبر الانتخابات" في جامعة فلوريدا حتى اليوم الأحد، بلغت حصيلة التصويت المبكر 77 مليونا و366 ألف صوت، منها 42 مليونا بالتصويت الحضوري، و35 مليونا عبر البريد.
وأشارت صحيفة واشنطن بوست إلى أن هذا الإقبال الكبير يعني أن كثيرا من الأميركيين لم يعودوا ينتظرون حتى يوم الاقتراع، وأن الأمر تحول إلى "موسم انتخابات" بدل "يوم انتخابات".
وقالت الصحيفة إن التصويت المبكر هذا العام يضاهي تقريبا نصف الحصيلة الإجمالية ليوم الانتخابات والتصويت المبكر في 2020.
وتحطمت الأرقام القياسية للتصويت المبكر في عدد من الولايات، ففي ولاية جورجيا -إحدى الولايات السبع المتأرجحة في هذه الانتخابات- أدلى 4 ملايين ناخب بأصواتهم، وهو ما يعادل 80% من التصويت الإجمالي بالولاية في 2020.
وفي كارولينا الشمالية -وهي من الولايات السبع أيضا- أدلى أكثر من 4.2 ملايين أميركي بأصواتهم.
وفي عموم البلاد، تخطى عدد الناخبين الذين اقترعوا مبكرا هذا العام الأرقام المسجلة في انتخابات 2012 و2016.