الرباط وشنغهاي: كيف تسهم الرحلات الجوية في تعزيز العلاقات السياحية بين الصين والمغرب؟

عبّر السفير الصيني في الرباط، لي تشانغ لين، عن تفاؤله الكبير بشأن التحسن المستمر في العلاقات السياحية والثقافية بين الصين والمغرب، مشيراً إلى أن العام الجاري شهد تقدماً ملحوظاً في هذا المجال. وفي حديثه مع جريدة "العمق"، سلط السفير الضوء على أهمية الرحلات الجوية الجديدة التي تسهم في تعزيز حركة السياحة بين البلدين.

وأوضح السفير أن المغرب شهد مؤخراً افتتاح خط جوي جديد بين شنغهاي والدار البيضاء، مع توقف في مارسيليا، من قبل شركة شنغهاي، وهو ما سيسهم في تسهيل التنقل بين الصين والمغرب. كما أشار إلى أن الخطوط الجوية الملكية المغربية قد استأنفت رحلاتها بين الدار البيضاء وبيكين بمعدل ثلاث رحلات أسبوعياً، مما سيؤدي إلى زيادة أعداد السياح الصينيين المتوافدين إلى المغرب.

وأكد لي تشانغ لين أن هذه الخطوط الجوية تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الروابط بين البلدين، وتعزز تبادل الثقافة والسياحة بين الشعبين. وأضاف السفير أنه في العام الماضي تم استقبال نحو 100 ألف سائح صيني في المغرب، بينما كان عددهم في عام 2018 يقارب 180 ألف سائح. وأوضح أنه يتوقع أن يتمكن المغرب هذا العام من استقطاب حوالي 150 ألف سائح صيني، وربما أكثر.

وتطرق السفير الصيني في الرباط، إلى أهمية التبادل الثقافي والتعليمي بين الصين والمغرب، لافتاً إلى أن العديد من الشباب المغاربة يسافرون إلى الصين، وفي المقابل يزور طلاب صينيون المغرب للدراسة أو المشاركة في برامج التبادل، مؤكدا أن هذا التبادل يعزز الفهم المتبادل بين الشعبين، ويسهم في إثراء تجاربهم الثقافية.

وأشار السفير إلى أن المغرب يكتسب شهرة متزايدة في الصين، حيث يشارك العديد من السياح الصينيين تجربتهم في المغرب عبر الفيديوهات والمقالات على منصاتهم الإعلامية، وأضاف أن التحضيرات لكأس العالم ستعزز زيارة الصينيين للمغرب، خاصة عشاق كرة القدم.

كما تحدث عن اهتمامه الخاص بالمدن العتيقة في المغرب، حيث أشار إلى أن الأسواق التقليدية والمنازل القديمة في هذه المدن تشكل محط اهتمام. وقال إنه يكتب مقالاً حول هذه المدن العتيقة لتسليط الضوء على قيمتها الثقافية.

وفي ختام حديثه، أكد السفير الصيني في الرباط على أن جميع المناطق المغربية تتمتع بجاذبية سياحية خاصة، مشيراً إلى إعجابه بالمدن الصغيرة ذات الطابع الفريد. وأعرب عن أمله في أن يستمر التبادل الثقافي بين البلدين.

من جانبه، أفاد الخبير السياحي الزوبير بوحوت، في تصريح سابق لـ "العمق"، بأن السياح الصينيين قد شهدوا عودة قوية إلى المغرب، حيث بلغ عددهم نحو 106 آلاف سائح بزيادة بلغت 78%، كما سجلت السوق الكندية نمواً بنسبة 15% بفضل الرحلات المباشرة إلى مراكش. وأكد بوحوت أن السوق الأوروبية تبقى المصدر الرئيسي للسياح، حيث شكلت خمس دول أوروبية نحو 65% من الوافدين إلى المغرب، مع تسجيل زيادة ملحوظة في عدد السياح الفرنسيين والإسبان.

ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، أشار بوحوت إلى أن النشاط السياحي ما زال يتركز في المدن الكبرى مثل مراكش، أكادير، والدار البيضاء، بينما تحتاج المدن السياحية الأخرى مثل شفشاون والصويرة ودرعة تافيلالت والداخلة إلى مزيد من الدعم لتحقيق تقدم ملحوظ في هذا المجال.


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.