سجل موسم الأفوكادو المغربي هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا في الإنتاج، تراوح بين 20 و30 بالمائة، وفقًا لموقع “فريش بلازا” المتخصص في أسواق الخضروات والفواكه العالمية.
ويعكس هذا النمو الديناميكية المتسارعة للقطاع الزراعي المغربي، رغم التحديات البيئية والمائية التي تواجه البلاد.
وتُعد زراعة الأفوكادو من المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، مما يزيد الضغط على الموارد المائية المحدودة في المغرب.
ووفقًا لتقرير “أطلس الجفاف العالمي” الصادر عن “اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر”، يشهد المغرب أسوأ فترات الجفاف في تاريخه الحديث، ومع تزايد التحديات، يصبح تبني تقنيات ري مستدامة ضرورة ملحة لتجنب تفاقم أزمة المياه.
وبهذا الصدد أوضح أنطونيو مينديز، المدير بشركة “ألبوران بروديوس”، أن الزيادة في إنتاج الأفوكادو تأتي في ظل ارتفاع الإنتاج في مناطق أخرى مثل هويلفا وقادس ومنطقة بلنسية في إسبانيا.
ورغم هذا النمو، يواجه السوق تحديات تتعلق بتشبع العرض، خاصة في بداية الموسم، حيث تتنافس المغرب مع دول مثل المكسيك وكولومبيا وتشيلي.
وأضاف مينديز أن انخفاض استهلاك الفواكه والخضروات خلال الفترة التي تسبق موسم الأعياد يؤثر على مبيعات المنتجات مرتفعة الأسعار مثل الأفوكادو.
أما على الصعيد المحلي، فشهد استهلاك الأفوكادو في المغرب نموًا ملحوظًا، خاصة في المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء، حيث يزداد الإقبال على مشروب “الميلك شيك” الذي أصبح شعبيًا على مدار العام بعدما كان مرتبطًا بشهر رمضان.
وفيما يتعلق بالتصدير، يركز المغرب على تصدير الأصناف ذات الجودة العالية إلى الأسواق الأوروبية، حيث بدأ في أكتوبر تصدير أصناف “بيكون” و”فويرتي”، التي تحظى بطلب خاص. ويهيمن صنف “هاس” على الإنتاج بنسبة 90 بالمائة، بينما بدأت زراعة صنف “لامب هاس” في الظهور، مما يُتوقع أن يساهم في تمديد موسم الإنتاج المغربي حتى مارس وأبريل. يتميز “لامب هاس” بقدرته على إنتاج كميات أكبر لكل هكتار مقارنة بصنف “هاس”، بالإضافة إلى مزاياه في تحسين التمثيل الضوئي للنبات بفضل نمو أوراقه الكثيفة.
ورغم تحديات مدة الصلاحية الأقصر لصنف “لامب هاس” بسبب ارتفاع نسبة المادة الجافة في ثماره، إلا أن قرب المغرب من الأسواق الأوروبية يخفف من تأثير هذه العقبة.
ويعمل المغرب على تعزيز شراكاته التجارية مع أوروبا، حيث أشار مينديز إلى أهمية التعاون المباشر مع المزارعين المغاربة لتطوير سلاسل التوزيع الأوروبية، مؤكدًا أن هذا الموسم يمثل فرصة مثالية لتوسيع صادرات الأفوكادو المغربي.