مشروع بمليارات الدراهم: كيف تغير مدن المهن والكفاءات مشهد التكوين المهني؟
كشف مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل عن تفاصيل جديدة حول مشروع "مدن المهن والكفاءات"، الذي يهدف إلى تعزيز العرض التكويني بالمملكة عبر توفير 34 ألف مقعد بيداغوجي موزعة على 12 مدينة بجهات المغرب المختلفة.
ويستهدف المشروع الاستجابة لمتطلبات 13 قطاعا إنتاجيا، منها أربعة قطاعات جديدة على مستوى التكوين الوطني تشمل الفلاحة، والصناعة التقليدية، والصيد البحري، والصحة.
وأوضح المكتب أن هذا المشروع يرتكز على نموذج بيداغوجي مبتكر، يتمثل في تحديث المناهج التكوينية وفق احتياجات سوق الشغل والتوجهات الاستراتيجية الوطنية مثل التنمية المستدامة، والرقمنة، والتكنولوجيات الحديثة، بما فيها التكنولوجيا الصناعية 4.0، والذكاء الاصطناعي، وصناعة الروبوتات. ويعتمد هذا النموذج على إدراج جذوع مشتركة وخيارات جديدة تتيح للمتدربين تطوير كفاءاتهم بما ينسجم مع متطلبات الجهات المختلفة.
كما يسعى المشروع إلى تعزيز مفهوم "التكوين الهجين"، الذي يدمج بين التدريب الحضوري وعن بعد، مع توفير منصات رقمية تدعم التعلم الذاتي، مما يمنح المتدربين مزيدا من الاستقلالية في مسارهم التعليمي.
ومن بين المقاربات المعتمدة في هذه المدن مقاربة "التعلم بالممارسة"، التي تركز على تفعيل القدرات الذهنية واليدوية للمتدربين من خلال الممارسة العملية، ويتجلى ذلك في المرافق البيداغوجية مثل الفنادق والمطاعم المخصصة لتكوين العاملين في قطاع السياحة، والوحدات الصحية الموجهة لتدريب المهنيين في قطاع الصحة، والمزارع المخصصة للتكوين في المجال الفلاحي.
وتتضمن مدن المهن والكفاءات بنية تحتية حديثة تشمل مراكز توجيه مهني، مكتبات، حاضنات مشاريع، فضاءات عمل مشتركة، ومعامل للتكوين التطبيقي، إلى جانب فضاءات لتطوير المهارات الشخصية واللغات.
كما تهدف إلى تقديم تكوين عملي ضمن بيئة مهنية حقيقية، حيث تم تصميم البرامج بناء على مشاورات شملت أزيد من 1200 شخص و17 لجنة قطاعية، لضمان مواءمتها مع تطلعات الفاعلين الجهويين وحاجيات سلاسل القيمة الاقتصادية لكل جهة.
وأكدت لبنى طريشة، مديرة مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، أن هذه المدن تسعى إلى تحقيق نقلة نوعية في مجال التكوين المهني بالمغرب، من خلال استثمار إجمالي بلغ 4.4 مليار درهم، بدعم من صندوق الحسن الثاني للتنمية بملياري درهم، ومساهمة المكتب بـ1.6 مليار درهم، ومساهمة الجهات المعنية بـ800 مليون درهم.
وتستهدف هذه المدن الشباب بين 15 و30 سنة، عبر برامج تكوينية متوجة بشهادات تقنية وشهادات تأهيل في مجالات متنوعة تشمل الصناعة، الصحة، السياحة، والرقمنة، مما يعزز جاهزيتهم لسوق الشغل.