مذكرات بولتون(الحلقة 1) "الغرفة التي شهدت الاحداث"

بولتون يشبه نفسه بالقائد العسكري المنتصر على نابليون في معركة واترلو..؟؟

انها من المذكرات القليلة التي اثارت زوبعة الكبيرة و حملة اعلامية  واسعة ، قبل وصول الكتاب الى الاسواق،و  قد خصصت لها كبريات الصحف و القنوات الاعلامية حيزا واسعا في صفحاتها من التحليل و التعليق ، إذ نشرت بعض فقراتها المثيرة للجدل حول ممارسة و سلوك الرئيس الامريكي دونالد ترامب.الرجل الاقوى في العالم.الذي وصفه بولتون "بالمتقلب واللاعقلاني والغبي و الجاهل ."

هذه المذكرات تعتبر،منذ الوهلة الأولى بمثابة تصفية حسابات لمستشار مع رئيسه،الذي طرده في ظروف مهينة،بعد ان عمل معه مستشارا لمدة 18 شهرا(من مارس 2018 الى شتمبر 2019)،كما سبق له ان شغل منصب سفيرا للولايات المتحدة الامريكية بالامم المتحدة . اذ، كان احد صناع الدبلوماسية الامريكية، و احد الاشخاص الموثوق بارائهم في البيت الابيض.

ان بولتون قرر افراغ كل ما في جعبته،بينما ينعته الرئيس ترامب بالكاذب.

 

ان دار النشر الذي تولت طبع و نشر كتاب بولتون(سيمون و شولتز) تعتبر من اعرق واكبر المؤسسات الاعلامية العملاقة ،و هي شركة متعددة الجنسية،متواجدة باكبر العواصم العالمية و يمتد نشاطها ليغطي كافة انواع الثقافة و التلفزيون و السينما،و الذي لا يبتعد توجهها السياسي عن صاحب المذكرات.

يقع هذا الكتاب في 579 صفحة ، و هو موزع على 15 فصلا،و هو موثق على مستوى الهوامش بالنسبة لكل فصل من الفصول.اضافة الى قائمة بفهرست الاعلام,

عنون جون بولتون الفصل الاول من مذكراته ب"الطريق الطويلة نحو مكتب الجناح الغربي بالبيت الابيض"،و هو الجناح التي  تتواجد به مكاتب كبار المسؤولين الامريكيين(.ص6- 42)

بولتون يشبه نفسه بالقائد العسكري المنتصر على نابليون في معركة واترلو..؟؟

ان مايثير الانتباه و يكشف خلفية الموقف المؤطر لتوجه بولتون قبل الشروع في قراءة مذكراته ،هو القولة التي افتتح بها كتابه،وهي قولة الدوق ويلنغتون  في معركة واترلو،عندما كان يجمع حشود جيشة لمواجهة القصف العنيف و الشديد لمدفعية جيش نابليون التي اخترقت وسط المعركة، :" هذا قصف عنيف ايها السادة... ودعنا نرى من سيقصف لمدة أطول " و قد حصل هذا بعد زوال يوم 18 يونيه من سنة1815  ،.

اتصور ان بولتون وضع نفسه مكان الدوق ولنغتون و وضعه خصمه ترامب مكان نابليون،فإذا كان هجوم ترامب قوي ضد بولتون ،فان بولتون يتوعده بأنه سيرى من منهما سيصمد لمدة اطول في هذه المواجهة.

و دلالة هذه القولة هو كيف يتصرف قائد بهدوء و برباطة جاش  في وقت الازمة و احتدام المعركة ،اذ كان يعلم الدوق ويلنغتون ان الهزيمة ستلحقه لا محالة اذا لم يلتحق به الجيش البروسي قبل غروب شمس ذلك اليوم .

يفتتح بولتون الصفحات الاولى لمذكراته بوصف طبيعة مهام مستشار الامن القومي لأعظم دولة في العالم،اذ يقول بان ممارسة مهمته  يواجهها حجم الكبير و هائل من الصعاب و التحديات .

و يضيف في نفس الاتجاه  مخاطبا القراء،بانه اذا كنت لا تحب الاضطراب والقلق واللايقين والمخاطر ، اضافة الى اغراقك المستمر بالمعلومات ، والقرارات التي يتوجب عليك اتخاذها ، وكمية العمل الهائلة ، و التزامات اخرى لا حد لها ،فما عليك إلا ان تبحث عن عمل آخر.

لا يمكنني،يقول بولتون، تقديم نظرية متكاملة حول تحول إدارة ترامب لأنه لا نظرية ممكنة بهذا الخصوص، لانه بكل بساطة لا توجد..

و يقول عن ترامب بانه لم يصبح واثقا من نفسه الا بعد مرور15 شهرا الاول.،و عندما غادرت   جماعة او محورالراشدين انهارت الامور،لان الرئيس لم يعد  محاطا  الا بالرجال الطيعين و المطيعين له فقط.اما بولتون فيقول عن نفسه انه كان يعتقد عندما التحق بادارة ترامب ، بان دور مستشار الامن القومي هو التأكد من استيعاب و فهم الرئيس لجميع الاقتراحات المطروحة عليه فيما يخص القرار المناسب الواجب اتخاذه،و التأكد من تطبيق هذا القرار على ارض الواقع من طرف المسئولين عن الاجهزة الإدارية ، كل فيما يخصه.

يقول بولتون بان مجلس الامن القومي يختلف باختلاف الرؤساء الامريكيين,و لكن تبقى المسالة الاساسية  بالنسبة لمستشار الامن القومي هي تحقيق الاهداف الاساسية.

و هو يعتبر "محور الراشدين" غير مسؤول بشكل كامل عن الوضعية السائدة ،عن هذه العقلية، لانهم لم يكونوا يعرفون الطريقة التي يدار بها البيت الابيض و لا طريقة اشتغال الالة الحكومية الفيدرالية .

يقول بولتون بان ترامب هو ترامب،لقد كان يعتقد بان بمقدوره ادارة السلطة التنفيذية و اعداد و ادارة السياسة الامنية للبلاد حسب هواه،بالاعتماد  فقط على علاقاته الشخصية بالقادة و الزعماء الاجانب.مع عشقه الكبير للظهور في التلفزيون،و ميله الى الفرجة.

(يتبع)


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.