التراث المغربي .. و أديداس ؟؟

بعثت وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية مؤخرا لممثل لشركة - أديداس - المقيم بألمانيا بإنذار قضائي على إثر قيامها بصنع قميص رياضي لفائدة المنتخب الجزائري ، باعتباره مستلهما من نموذج الزليج المغربي الذي يعتبر مكونا تراثيا وحضاريا و هوياتيا يميز حصريا الزخرفة المعمارية للمملكة .. الشركة العالمية لم تسحب لحد الآن القميص موضوع النزاع من التداول التجاري ، ولم تعترف بالأصل المغربي للرسم المذكور ، بل وحسب مصادر اعلامية فقد بادرت على صفحة TWITER في 23 شتنبر الجاري إلى نشر صورة القميص ، مستندة في ذلك إلى كون تصميمه مستوحى من الأنماط الموجودة في - قصر المشور بتلمسان - . .
وتقول بعض الروايات أن بني زيان هم من قاموا ببناء هذا القصر وذلك في القرن الرابع عشر ميلاديًا، غير أن هناك العديد من المصادر التاريخية ترجح أن هذا الصرح قد أسس من طرف المرابطين وذلك في عهد يوسف بن تاشفين و تحديدًا في القرن الحادي عشر الميلادي.
و يبدو أن موضوع النزاع حول طبيعة تصميم القميص لن يتوقف عند هذا الحد .. وقد يشهد تفاعلات جديدة على المستوى القضائي ، فيما اذا لم يصدر عن الشركة العالمية أي رد فعل يتعاطى ايجابيا مع المطالب التي عبرت عنها وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية ..
غير أن السؤال المطروح بقوة يتعلق أساسا بطبيعة المحكمة التي يمكن أن تفصل في هذه السرقة المعمارية.. ويرتبط أيضا بطبيعة الأسس القانونية التي سترتكز عليها الدفوعات المغربية لإثبات الهوية المغربية للزليج المثبت على القميص الجزائري الجديد ، أمام خصوم لن يركنوا بالتأكيد إلى الراحة ؟؟
لكن الأكيد أن رصيدا كبيرا من النقوشات المعمارية المغربية تتم قرصنته والاستيلاء عليه بالليل والنهار من طرف الأعداء والأصدقاء ( إشهار كأس العالم مثلا ) ..علاش لا يتم التركيز المنهجي من قبل كافة القطاعات الحكومية المغربية على توظيف هذا الرأسمال الحضاري التليد قبل أن ينهبه الغرباء ويعبث به الأجانب ..والتجند من أجل دراسة سبل تثمينه ، على سبيل المثال لا الحصر ، في إبراز الوجه الرياضي للمملكة و في إعداد الشعار الرسمي للجامعات الرياضية وفي تصميم الكرات الخاصة بمجموعة من الرياضات ..و أيضا في أغناء الخصوصية المحلية بالمدن المغربية و تنويع الجاذبية السياحية والفندقية على وجه الخصوص ، و في كثير من المجالات ، بما فيها تأثيث صفحات الاشهار التلفزي ونشرات الأخبار و غيرهـا ؟؟


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.