الخبير الأمني محمد بوزفور يكتب : دوري أبطال أوروبا ..والسقوط الأمني ؟؟؟

لاشك أن أعمال الشغب والخروج عن التوصيات الأمنية والتنظيمية المواكبة لمباراة النهائي الأوروبي للأبطال التي جمعت بين ليفربول وريال مدريد ، بل والتي امتدت حتى بعد بداية المواجهة ، تطرح سؤال الأمن الرياضي في فرنسا بكل حدة ..
وللتذكير فقد سبق للمصالح الأمنية الفرنسية أن أخفقت بشكل ذريع في احتواء شغب الهوليغانيزمً اثناء تنظيم اليورو الاوروبي( للأمم ) بالديار الفرنسية سنة 2016 ، إلى درجة ان الشارع العام أثناء اليورو شهد استهداف مجموعة من مشجعي الدول المختلفة لاعتداءات خطيرة ، بل ان أحد المشجعين الاجانب فارق الحياة جراء دخوله في معركة مع خصوم أقوياء من الهوليغان الروس .
لكن مشاهد الانفلات المجنون لم يمض مر الكرام ، بل كانت السبب المباشر في الإطاحة برؤوس أمنية فرنسية من العيار الثقيل.. كان أبرزها عميد الشرطة Antoine Boutonnet رئيس القسم الوطني لمكافحة الهوليغانيزم الشهير .. و الوجه المناضل في ملاعب الكرة .. وفي ساحات الحرب ضذ التطرف التشجيعي بفرنسا .، والذي أقيل من منصبه مباشرة بعد إسدال الستار عن منافسات اليورو 2016 .. والذي جمعتني واياه علاقات شخصية جميلة جدا ..
لكن الرجل في ظل معاناة مؤلمة من العزلة والاحباط والشعور بالخذلان تحت ضغط الانتقادات الاعلامية الشرسة التي نسبت له وحده الفشل الامني ،اختار أن يضع حدا لحياته بمنزله بشكل درامي عن طريق السلاح الوظيفي ، عن سن تناهز 50 سنة !!
اليوم و منذ وفاةً الراحل Boutonnet سنة 2016 تناوب على رأس القسم الوطني - DNLH -عدة رتباء أمنيين ، كان آخرهم العميد Thibaut Delaunay ( سنة 46 )
الذي تم تنصيبه في شهر شتنبر 2020 .. فهل ستنزل السكاكين والسيوف ، بل و المقصلة على رقبة الرئيس الحالي للقسم الوطني لمكافحة الهوليغانيزم ؟ وهل سيكون هو الضحية الأوحد عن فشل منظومة التنظيم الأمني واختراقه على صعيد تزوير تذاكر النهائي الاوروبي ؟ ، أم أن المسؤولين المشرفين على طبع التذاكر وولوج الملعب سيكونون هم ايضا على موعد مع ضربات التصحيح والتغيير ؟؟ ،.. سؤال يطرح و نحن نتحدث عن دولة كفرنسا .،التي يشكل الاعلام داخلها قوة جذب وتحشييد للرأي العام لا يعلى عليها ، و لا يمكن تجاهلها بأية حال من الأحوال .. علما أن السقوط المريع لترتيبات الأمن الفرنسية أمام قنوات وشاشات العالم المتابعة للنهائي الاوروبي ، جاءت في الوقت الذي كان فيه أمير دولة قطر داخل المنصة الشرفية يتابع اطوار الفوضى والتسيب داخل الملعب وخارجه .. و ما يشكل ذلك من خدش عميق للنموذج الفرنسي في مجال الأمن الرياضي ، بل ويجسد ضربة قد تكون قاصمة لتسويق ذاك النموذج دوليا ..سيما مع اقتراب موعد انطلاق فعاليات كأس العالم بقطر الذي يزحف رويدا رويدا على المشارف .. والمعنى ( المقصود ) ليس في بطن الشاعر كما يقولون .. بل ظاهر و صارخ لا يحتاج لمزيد من التفسير ..… !!


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.