برلماني يفجر فضيحة في قطاع التعليم على المباشر (فيديو)

في جلسة برلمانية حامية، وجه المستشار مولاي مسعود اكناو عن فريق الأصالة والمعاصرة مجلس المستشارين، سؤالاً حادّ اللهجة إلى محمد سعد برادة، وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حول الأوضاع الصعبة التي يعيشها التعليم بالعالم القروي، داعياً إلى تجاوز الزيارات الرسمية “التي تقتصر على المدارج بالعواصم الإقليمية”، والانتقال إلى “الجبال حيث الحقيقة الميدانية المرة”.

النائب اكناو أبرز خلال مداخلته في جلسة مجلس المستشارين الثلاثاء، مجموعة من الاختلالات التي ما تزال تعيق الولوج العادل إلى التعليم في القرى والمناطق النائية، من بينها غياب المرافق الصحية ببعض المدارس، ووجود أقسام “مفبركة” تجمع مستويات متعددة في قاعة واحدة، إلى جانب الاكتظاظ الذي يتراوح بين 40 و50 تلميذاً في القسم الواحد، وما يترتب عنه من هدر مدرسي متزايد.

وأشار النائب أيضاً إلى محدودية النقل المدرسي وضعف ميزانيات التسيير، قائلاً إن “الاختصاص الذي منح للمجالس الإقليمية لم يغط العجز، سواء في عدد الحافلات أو مصاريف التشغيل، ما يجعل الجمعيات المحلية تواجه صعوبات حقيقية في الاستمرار”. كما لفت إلى معاناة التلميذات القرويات اللواتي يقطعن مسافات طويلة في ظروف مناخية قاسية، يستيقظن قبل ساعات من موعد الدراسة ويواجهن البرد والمطر في سبيل متابعة دراستهن.

وفي جانب آخر، نبه اكناو إلى مشكل جودة التعلم الناتج عن الأقسام المشتركة وضعف البنيات التحتية، داعياً الوزارة إلى توسيع المدارس والداخليات والثانويات، مع تعميم المدارس الجماعاتية التي أثبتت نجاعتها، حسب قوله، في ترشيد الأطر وتحسين جودة التعليم. كما طالب بتعميم المنح لفائدة تلاميذ الداخليات، منتقداً ما وصفه بعدم التناسب بين عدد الممنوحين وحاجات المؤسسات التعليمية.

وفي تعقيبه، أقر الوزير محمد سعد برادة بوجود مشكل الاكتظاظ واعتبره “أمراً غير مقبول في مدرسة تسعى للجودة”، موضحاً أن الوزارة غيرت طريقة التخطيط والبرمجة بعد رصد اختلالات في المنظومة المعلوماتية، مضيفاً: “بدأنا نصلح المنهجية، وسنتمكن خلال السنوات المقبلة من التحكم في هذا المشكل”.

الوزير شدد على أن الحل يكمن في توسيع المدارس الجماعاتية، لكنه أشار إلى ضرورة “توفير النقل المدرسي وإقناع الأسر بجدوى هذا النموذج”، مبرزاً أن بعض الأسر تفضل بقاء أبنائها في الفرعيات القريبة، ما يعرقل توحيد الجهود.

وختم برادة مداخلته بالتأكيد على أن قطاع التعليم ساهم بنسبة 70% في تقليص معدلات الفقر بالمغرب، قائلاً: “لا نقول إن كل شيء مثالي، لكننا في الطريق الصحيح، نحتاج الوقت والمثابرة”.

بهذا التبادل، أعاد النقاش البرلماني تسليط الضوء على التحديات العميقة التي ما زال يعيشها التعليم في العالم القروي، حيث المسافة بين الخطط المركزية والواقع اليومي للتلاميذ لا تزال طويلة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *