هل وصل فيروس “شيكونغونيا” الذي أرعب الصين إلى المغرب؟

يكافح جنوب الصين لاحتواء فيروس “شيكونغونيا” الذي ينتقل عبر البعوض، وذلك في واحد من أكبر موجات تفشي المرض منذ اكتشافه في البلاد قبل عقدين، حيث أصاب آلاف الأشخاص خلال الأسابيع القليلة الماضية، مما وضع السلطات الصحية في حالة تأهب قصوى.

وتعد مدينة فوشان الصناعية في مقاطعة غوانغدونغ هي الأكثر تضرراً، حيث سجلت وحدها أكثر من 7000 إصابة بالفيروس، وفقاً لما أوردته مجلة “تايم”.

ولم يقتصر الأمر على فوشان، بل امتد ليشمل ظهور حالات متفرقة في مدن وبلديات مجاورة.

واستجابة لهذا التحدي الصحي، يعمل المسؤولون المحليون على مدار الساعة لمكافحة انتشار الفيروس، حيث تجمع جهودهم بين الإجراءات الوبائية التقليدية التي أثبتت فعاليتها في الماضي، والبحث عن حلول أكثر ابتكارا تهدف إلى تقليص أعداد البعوض الناقل للمرض.

وتظهر أعراض المرض عادة بعد فترة حضانة تتراوح بين 4 إلى 8 أيام، وتشمل الحمى والشعور بالتعب والغثيان. لكن السمة الأكثر إيلاما هي آلام المفاصل الحادة والمبرحة، التي قد تدوم لأشهر أو حتى لسنوات، وتعيق حركة المصابين بشكل كبير.

ويعود أصل تسمية “شيكونغونيا” إلى لغة “كيماكوندي” المحكية في جنوب تنزانيا، حيث اكتُشف المرض لأول مرة عام 1952. وتعني الكلمة “أن يصبح الشيء ملتوياً”، وهو وصف دقيق للحالة التي يصل إليها المصابون من شدة آلام المفاصل.

وتعليقاً على هذا التفشي، أوضح الدكتور سعيد عفيف، الخبير المغربي رئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، أن البعوضة المعروفة باسم “بعوضة النمر” هي التي تنقل هذا النوع من الفيروسات، واصفاً أعراضه بأنها تشبه “الزكام الحاد المصحوب بالحرارة المرتفعة، السخونة، والتعب الشديد”.

ونفى الدكتور عفيف في حديثه مع “بلبريس” وجود أي صلة بين فيروس شيكونغونيا وفيروس كورونا المستجد، لافتا إلى أن التلقيح متوفر في جنوب الصين حيث ظهر الفيروس أول مرة وأن هناك لقاحين اثنين. وشدد على أن المرض خطير ويؤثر بشكل خاص على كبار السن، وقد تؤدي مضاعفاته إلى الوفاة.

وعلى الرغم من أن الفيروس لا ينتقل بين البشر ونادرا ما يكون مميتا، إلا أن منظمة الصحة العالمية تؤكد أن فئة الرضع وكبار السن هم الأكثر عرضة للمعاناة من أعراض حادة. وحتى الآن، طمأن الدكتور عفيف بأنه لا توجد أي حالة مسجلة في المغرب.

من جانبه، أوضح الدكتور سعيد المتوكل، عضو اللجنة العلمية، في حديث مع بلبريس أن مرض “شيكونغونيا” هو مرض فيروسي ينتقل إلى الإنسان عن طريق لسعة بعوضة، وهو شائع في مناطق مثل أمريكا الجنوبية وبعض الدول الإفريقية.

وأكد على عدم وجود خطر حالي لانتشار المرض في البلاد لأن البعوضة الناقلة للفيروس غير موجودة في المغرب.

وحول أعراض الإصابة، أفاد المتوكل أنه بعد فترة حضانة تتراوح بين أيام وأسبوع من لسعة البعوضة، يصاب المريض عادةً بألم في المفاصل، وارتفاع في درجة حرارة الجسم قد تكون مرتفعة جداً، بالإضافة إلى شعور بالغثيان والقيء، ووهن عام في الجسم، مع احمرار وألم في العينين. وفي بعض الحالات، قد تظهر أعراض عصبية.

وفيما يتعلق بالتشخيص والعلاج، أشار المتوكل إلى أن تأكيد الإصابة يعتمد على التحاليل المخبرية وتحليل “PCR”.

وأضاف أنه لا يوجد حتى الآن دواء فعال مضاد للفيروس، وتقتصر الأدوية المستخدمة على خفض الحرارة وتسكين الألم.

وخلص إلى أن الوقاية من المرض تعتمد بشكل أساسي على ارتداء الألبسة الطويلة واستعمال المواد الطاردة للبعوض عند السفر إلى المناطق الموبوءة.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *