تقرير إخباري: النظام الجزائري يُصدر أزماته الداخلية للمغرب في محاولة يائسة لتعويض عزلته الإقليمية
في إطار سياسة الهروب إلى الأمام وإلقاء التهم الجاهزة، عادت الآلة الإعلامية الجزائرية إلى تكرار سيناريو اتهام المغرب بعرقلة مشاريع الطاقة الإقليمية، في محاولة واضحة لتصدير فشل النظام الجزائري وإخفاقاته الدبلوماسية والاقتصادية.
فبعد أن وجدت الجزائر نفسها في عزلة إقليمية متزايدة بسبب سياساتها العدائية وتصرفاتها غير المسؤولة، سارعت صحيفة "الشروق" الناطقة بلسان النظام إلى اتهام المغرب بالسعي لعرقلة مشروع نقل الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر النيجر، وهو اتهام يفتقر إلى الأدلة ويكشف عن حالة الهوس التي تعيشها الدبلوماسية الجزائرية في تحميل المغرب مسؤولية أزماتها الداخلية.
مشروع الغاز العابر للصحراء: فشل جزائري ومناورات إعلامية
زعمت الصحيفة الجزائرية أن المغرب يحاول "خلق منافسة" لمشروع الغاز العابر للصحراء الذي تروج له الجزائر، معتمدةً على اتهامات غير مدعومة بأن المملكة فشلت في جذب مشترين للغاز النيجيري. لكنها تجاهلت عمداً أن المشروع الجزائري نفسه يواجه تحديات كبرى، أبرزها عدم جاهزية البنية التحتية وعدم استقرار المنطقة، خاصة مع الأزمات الأمنية في النيجر ومالي.
ويتساءل عدد من المراقبين، هل يعكس هذا الهجوم الجزائري حالة قلق من نجاح المغرب في تعزيز شراكاته الإقليمية والدولية، خاصة بعد توقيعه اتفاقيات مهمة في مجال الطاقة مع دول أفريقية وأوروبية؟ أم أنها محاولة لتعويض العزلة التي فرضتها الجزائر على نفسها بعد قطع علاقاتها مع جيرانها وتبني سياسات عدائية غير مبررة؟
الجزائر تعيد إنتاج سيناريو التضليل
لم تكتف الصحيفة الجزائرية بتكرار الاتهامات البالية، بل ذهبت إلى حد وصف المشروع المغربي-النيجيري بأنه "عديم الجدوى اقتصادياً"، متجاهلةً أن هذا المشروع حظي بدعم دولي واضح، خاصة من الاتحاد الأوروبي، الذي يرى فيه بديلاً استراتيجياً للغاز الروسي في ظل الأزمة الأوكرانية.
كما تجاهلت "الشروق" أن المشروع المغربي يمر عبر دول مستقرة نسبياً، بعكس المشروع الجزائري الذي يواجه مخاطر أمنية كبيرة بسبب انتشار الجماعات المسلحة في منطقة الساحل. وهو ما يثبت أن النظام الجزائري يفضل اللعب بورقة التضليل الإعلامي بدلاً من معالجة إشكالاته الهيكلية.
الجزائر.. من العزلة إلى التخبط
يأتي هذا الهجوم في وقت تعاني فيه الجزائر من عزلة إقليمية غير مسبوقة، بعد أن أغلقت حدودها مع المغرب، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية معه، وفشلت في تحقيق أي تقدم دبلوماسي أو اقتصادي يذكر في محيطها الأفريقي.
بدلاً من مراجعة سياساتها الفاشلة، تلجأ الجزائر إلى تصدير أزماتها الداخلية عبر الهجوم على المغرب، في محاولة يائسة لإقناع الرأي العام الداخلي بأن "العدو الخارجي" هو سبب كل مشاكلها. لكن الحقائق على الأرض تؤكد أن النظام الجزائري هو من يحفر قبر عزلته بنفسه، بينما يواصل المغرب تعزيز مكانته كشريك موثوق به إقليمياً ودولياً.
الهجوم الجزائري الأخير ليس سوى حلقة جديدة في مسلسل التضليل الإعلامي الذي تمارسه السلطات الجزائرية لإخفاء إخفاقاتها. فبدلاً من تحمل مسؤولية فشلها في إدارة ملف الطاقة والتعاون الإقليمي، تختار الجزائر الهروب إلى الأمام باتهام المغرب، في سيناريو مكرر يكشف حجم الأزمة التي يعيشها النظام الجزائري.