في تدوينة مثيرة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، حذّر الباحث والخبير في العلاقات الدولية المغربي أحمد نور الدين من مغبة التعامل بـ”سذاجة سياسية” مع المبعوث الأمريكي الخاص ديفيد بولوس، مذكّراً بسوابق دعم أمريكية مدفوعة لصالح الأطروحة الانفصالية، بتمويل جزائري مباشر.
وأشار نور الدين إلى أن الجزائر، وباستغلال مواردها البترولية، دفعت لسنوات طويلة أموالاً طائلة لشراء مواقف سياسية وشخصيات نافذة داخل الدوائر الأمريكية، من بينهم كريستوفر روس، المبعوث الأممي الأسبق إلى الصحراء، الذي قال إنه “اشترته الجزائر بالبترودولار”، بالإضافة إلى جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس السابق دونالد ترامب، الذي تحوّل، حسب قوله، إلى “أكبر عدو للمغرب في البيت الأبيض”، وقام بنشر مقالات رأي تعارض الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على الصحراء سنة 2020.
وأوضح نور الدين أن الجزائر لم تكتفِ بذلك، بل سبق أن موّلت مؤسسة جيمس بيكر في عهد الرئيس الجزائري الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، واستمرت في ضخ الأموال لفائدة مؤسسة كيري كينيدي، كما تدفع سنوياً ملايين الدولارات لشركات الضغط داخل الكونغرس الأمريكي، في محاولة للتأثير على القرار السياسي الأمريكي بشأن ملف الصحراء.
وانتقد نور الدين بشدة تصريحات بولوس الأخيرة لقناة “العربية”، والتي تحدث فيها عن ضرورة التوصل إلى حل “يرضي الطرفين، المغرب والجزائر”، معتبراً هذا الطرح “مساواة مرفوضة بين المعتدي والمعتدى عليه”.
واعتبر أن المطلوب من الولايات المتحدة ليس اقتراح حلول وسطية، بل مطالبة الجزائر بإنهاء عدوانها، وتفكيك الميليشيات الانفصالية، وإغلاق مخيمات تندوف.
وختم نور الدين تدوينته برسالة تحذيرية، شدد فيها على أن أي صيغة للحل تمنح الجزائر “طوق نجاة” في هذا التوقيت، لن تكون سوى مكافأة غير مستحقة لبلد “سفينته تغرق”، على حد تعبيره، داعياً إلى تمسّك المغرب بموقفه السيادي، واليقظة أمام محاولات تدوير خطاب “الحياد المغشوش”.