في الوقت الذي تبذل فيه المملكة المغربية جهوداً دبلوماسية مكثفة لتعزيز الاستقرار الإقليمي، تستمر الجزائر في لعبتها الخطيرة عبر استضافة ممثلي جبهة البوليساريو الانفصالية على أراضيها، في تحدٍ صارخ للمجتمع الدولي. زيارة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا إلى الجزائر اليوم الأحد ليست سوى حلقة جديدة في مسلسل دعم النظام الجزائري للميليشيات الانفصالية، في محاولة يائسة لإعطاء شرعية زائفة لقضية مفتعلة.
وصل دي ميستورا إلى العاصمة الجزائرية في إطار جولة إقليمية شملت المغرب وموريتانيا، لكن الجزائر – التي تدعي زوراً أنها “طرف غير معني” بالنزاع – سارعت إلى استقبال المبعوث الأممي بترحاب لافت، في خطوة تكشف مرة أخرى الوجه الحقيقي لنظام يعمل على تأجيج الصراع بدلاً من المساهمة في حله. وزارة الخارجية الجزائرية، التي لا تمل من التطبيل لدعم البوليساريو، أصدرت بياناً تؤكد فيه دعمها الكامل لجهود الأمين العام للأمم المتحدة، في مفارقة ساخنة تعكس التناقض الجزائري بين الادعاء بالحياد والانحياز الفعلي للميليشيات الانفصالية.
المثير للاستهجان أن الجزائر، التي تحتضن مقرات البوليساريو وتزودها بالدعم المالي والعسكري، تتحدث عن “إعادة إطلاق مسار التسوية السياسية”، بينما ترفض بشكل متكرر الانضمام إلى طاولة المفاوضات كطرف مباشر، مختبئة وراء واجهة الانفصاليين. هذا الموقف المزدوج يؤكد أن الجزائر ليست وسيطاً نزيهاً، بل هي طرف أساسي في إطالة أمد الأزمة.
زيارة دي ميستورا تأتي قبل أيام من تقديم إحاطته لمجلس الأمن الدولي في 14 أبريل الجاري، والتي من المتوقع أن تؤكد مرة أخرى فشل المقترحات الانفصالية وضرورة تبني حل سياسي واقعي في إطار السيادة المغربية. لكن الجزائر، بدلاً من تشجيع الحلول البناءة، تواصل تسليح البوليساريو وتوفير الملاذ الآمن لقادتها، مما يجعلها شريكاً فعلياً في تعطيل الاستقرار الإقليمي.
في المقابل، يقدم المغرب نموذجاً للتعاون والانفتاح من خلال مبادرته للحكم الذاتي، التي حظيت بدعم واسع من المجتمع الدولي. لكن الجزائر ترفض كل الحلول السلمية وتصر على دعم الانفصاليين، مما يكشف أن هدفها الحقيقي ليس “حق تقرير المصير” المزعوم، وإنما زعزعة استقرار جارتها الغربية.
السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: إلى متى ستستمر الجزائر في لعب دور العراب للبوليساريو؟ وإلى متى سيتغاضى المجتمع الدولي عن سياسات النظام الجزائري التي تُهدد السلم في المنطقة؟ الوقت قد حان لكشف هذه الألاعيب وفضح الدور التخريبي للجزائر، التي تختار أن تكون عائقاً أمام السلام بدلاً أن تكون شريكاً في بنائه.