أفاد تقرير بثته قناة "CGTN" التلفزيونية الحكومية الصينية بأن المغرب تسلم منظومات الدفاع الجوي الصينية بعيدة المدى من طراز HQ-9B (المعروفة في نسختها التصديرية باسم FD-2000B) وبدأ بالفعل في تشغيلها داخل قاعدة عسكرية تقع بالقرب من العاصمة الرباط، مما يمثل تعزيزاً كبيراً لقدراته الدفاعية الجوية.
وأكد التقرير الصيني أن المغرب كان قد تسلم بطاريته الأولى من طراز FD-2000B خلال منتصف عام 2022، قبل أن يتم تفعيلها لاحقاً في أول قاعدة عسكرية مغربية تُخصص لهذا النوع من الدفاع الجوي بعيد المدى. وجاء هذا التأكيد مدعوماً بصور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية، والتي رصدت بوضوح نشر الجيش المغربي لمنظومة الصواريخ FD-2000B، المصممة لاعتراض الطائرات المقاتلة والصواريخ الباليستية. ويتوافق هذا مع ما كانت قد أشارت إليه مجلة الجيش المغربي في وقت سابق حول حصول المملكة على نظام دفاع جوي قادر على التصدي للتهديدات الباليستية.
وتُعد منظومة HQ-9B، التي تنتجها شركة CPMIEC الصينية، من أقوى أنظمة الدفاع الجوي التي تصنعها الصين حالياً. وهي قادرة على اعتراض طيف واسع من الأهداف الجوية. وتتضارب التقارير قليلاً حول مداها الأقصى، حيث تذكر بعض المصادر مدى اشتباك يصل إلى 200 كيلومتر والبعض الآخر يصل إلى 350 كيلومتر، مع قدرة كشف راداري قد تصل إلى 280 كيلومتر وقدرة اعتراض على ارتفاعات تصل إلى 30 كيلومتر (أو 135 ألف قدم حسب مصادر أخرى).
ويستخدم النظام صاروخاً ذا مرحلتين يعمل بالوقود الصلب، وتبلغ سرعته القصوى ما بين 4.2 و 4.5 ماخ. ويتميز بتقنيات متقدمة للتحكم في الدفع وإلكترونيات طيران دقيقة تمنحه نسبة إصابة عالية. ويمتلك القدرة على تتبع أكثر من 100 هدف جوي في آن واحد، والاشتباك مع أكثر من 50 منها بشكل متزامن، بالإضافة إلى قدرة محدودة على مواجهة الصواريخ الباليستية، مما يعزز مكانته بين أنظمة الدفاع الجوي المتطورة عالمياً. كما يتمتع النظام بقدرة تشغيل عالية في مختلف أنواع التضاريس، مما يجعله مناسباً للانتشار السريع والتنقل لمسافات بعيدة.
وبهذا الانتشار، يصبح المغرب أول دولة عربية تتسلم وتُشغل منظومة HQ-9B المتطورة. وأشار تقرير القناة الصينية أيضاً إلى صور توثق قيام عناصر من الجيش المغربي بتشغيل منظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى Sky Dragon 50، مما يشير إلى استراتيجية مغربية لبناء نظام دفاع جوي متعدد الطبقات.