إختلالات ألعاب القوى و”ذهبية البقالي”…هل اقتربت نهاية أحيزون على رأس الجامعة؟

تعرض رئيس الجامعة الملكية لألعاب القوى، عبد السلام أحيزون، لانتقادات لاذعة، بعد ظهوره مساء أمس الأربعاء، رفقة العداء المغربي، سفيان البقالي، الذي فاز بذهبية سباق 30000 متر موانع، في دورة الألعاب الأولمبية بباريس، ليهدي المغرب أول ميدالية في الأولمبياد، بعدما كانت آمل المغاربة قد تبخرت، نتيجة الأداء الذي وصف بـ”الكارثي”، لأغلب المشاركين الذين لم يستطع أغلبهم نيل شرف التأهل للأدوار الإقصائية.

التقاط صور مع الناجحين

أحيزون الذي لم يشاهده المغاربة منذ انطلاق بطولة الألعاب الأولمبية، حرص على التواجد بالملعب الأولمبي بباريس، لالتقاط الصور مع البقالي، الذي أنقذ ماء وجه ألعاب القوى المغربية في هذا المحفل العالمي، في خطوة اعتبرها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، “ركوبا على الموجة”، للتغطية على فشل الجامعة الملكية لألعاب القوى في توفير أبطالا يفوزون بالميداليات في بطولة العالم والألعاب الأولمبية.

ولعل ما يزيد من حدة الجدل، هو قيمة الأموال، والدعم العمومي، المرصودة للجامعات الرياضية ذات الصلة، في ظل هذه الإخفاقات المتتالية، والحصيلة شبه صفرية.

الملايير دون نتائج

 

وتبلغ مداخيل جامعة ألعاب القوى، الذي يشغل أحيزون منصب الرئيس فيها زهاء 18 سنة، وما زال يتمدد في كرسيه، (تبلغ) سنويا ما يفوق 86 مليون درهم. كما هو الحال بالنسبة للسنة الماضية، مقسمة عبر مساهمة الدولة، كما جاء في تقريرها السنوي، بما مجموعه 83,07 مليون درهم، ودعم الشركاء حوالي 3,51 ملايين درهم، في حين بلغت السنة قبلها 85,53 مليون درهم، 80,23 مليونا مساهمة من الدولة و5,30 ملايين من دعم الشركاء.

ومنذ انطلاق بطولة الألعاب الأولمبية بباريس، تصدر وسم “#أحيزون_إرحل”، منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مطالب للإطاحة به، بسبب فشله في صناعة النجوم، على غرار سعيد عويطة، هشام الكروج، نوال المتوكل ونزهة بيدوان. بالإضافة إلى انعدام الرؤية الواضحة، وبالتالي غياب أهداف قادرة على التحقق، رغم المجهودات التي تبذل في هذا الباب.

 

هذه النتائج المخيبة التي حققتها الرياضة المغربية في الألعاب الأولمبية باريس، باستثناء ذهبية سفيان البقالي، ليست جديدة على المشجعين الرياضيين المغاربة، إذ لم يوفق أحيزون في قيادة ألعاب القوى المغربية إلى منصات التتويج بالمعدن النفيس، فمنذ توليه رئاسة الجامعة الملكية لألعاب القوى سنة 2006، ونتائج الأبطال المغاربة تتراجع عاما بعد آخر. إذ احتاج أحيزون، إلى 17 سنة ليتذوق الذهب الأولمبي، و16 عاما ليعانق المعدن الأصفر ببطولة العالم.

 

أم الألعاب تفتقد أبناء الجالية

 

ووفق العديد من التدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي، فان مسؤولية رؤساء الجامعات المعنية بالالعاب الأولمبية ثابتة، وعلى رأسهم عبد السلام احيزون، رئيس جامعة ألعاب القوى، الذي ينتظر في كل مسابقة سفيان البقالي بأن ينقذه من صفر ميدالية في كل ألعاب.

فشل العناصر المغربية في الألعاب الأولمبية مقابل تألق منتخب كرة القدم، يثبت، حسب المتتبعين، تفوق المغاربة الذين تدربوا وتلقوا تكوينهم في اوربا على المغاربة الذين خضعوا للتكوين بالجامعات الرياضية المغربية.

وفي هذا السياق، قال اسماعيل عزام، كاتب صحفي، إن “على الجالية المغربية أن تسارع إلى تسجيل أبنائها في نوادي الكرة الطائرة وكرة السلة والجمباز والفروسية والسباحة وألعاب القوى والتنس والملاكمة وأيّ نادي رياضي قريب من محل السكن”، في إشارة إلى أن التكوين بالمغرب لم يحصد سوى الفشل المتتالي.

وأضاف عزام أنه لا يجب الاكتفاء فقط بكرة القدم.. بعدما صار لدينا منتخبا جيدا إلى حد كبير، لكن لدينا خصاص رهيب في بقية الرياضات.

وتابع موجها خطابه للمغاربة المقيمين بالخارج بلغة لا تخلو من التهكم وتقطير الشمع على احيزون ورؤساء الجامعات الرياضية الاخرى “أكيد أنه لولا أبناؤكم ما حقق المنتخب إنجاز قطر ولا إنجاز باريس حاليا، لكن من المؤسف جدا أنكم ساعدتم فوزي لقجع في تحقيق الإنجازات، ولم تساعدوا عبد السلام أحيزون الذي يرأس الجامعة الملكية المغربية لألعاب القوى منذ سنة 2006، والذي ينتظر في كل مرة سفيان البقالي لينقذ ماء وجهه في الأولمبياد..”.

وأضاف الكاتب الصحفي نفسه بنفس اللغة “للأسف لم تساعدوا فيصل العرايشي رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة التنس منذ 2009 بصفر إنجاز،.. ولا رئيس جامعة كرة اليد التي احتللنا في مونديال 2023 المركز الأخير في مجموعتنا بصفر نقطة، ولا رئيس جامعة كرة السلة التي انتهت آخر مشاركة لنا في البطولة العربية بحصيلة كارثية بالهزيمة في أربع مباريات محتلا بذلك الصف الأخير في مجموعته.. ولا جامعة الفروسية التي نشارك دوما في الأولمبياد ونحتل المراكز الأخيرة، ولا جامعة السباحة التي لا تسمع عنها خبرا رغم أن المغرب بلد السواحل”.

المقالات المرتبطة

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *