نجاح المغرب يسقط الجزائر في أخطاء دبلوماسية قاتلة

أفضت التحركات الأخيرة للنظام الجزائري إلى ارتكاب سلسلة أخطاء دبلوماسية، نتيجة العداء لمصالح المغرب ونجاح الدبلوماسية المغربية في تحقيق مكاسب لصالح الوحدة الترابية، ما أدى إلى خلق أزمات مع دول الجوار والقارة الإفريقية، وتسبب في عزلة جزائرية متزايدة على الصعيد الإقليمي والدولي.

وجاء الدور هذه المرة على جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي أعلنت استدعاء السفير الجزائري محمد يزيد بوزيد، على خلفية زيارة رئيس أركان الجيش الجزائري سعيد شنقريحة إلى رواندا يوم 20 فبراير الجاري.

وأوضحت وزارة الخارجية الكونغولية أن الاستدعاء جاء لتوضيح سبب زيارة شنقريحة، التي تزامنت مع توقيع الجزائر اتفاقيات عسكرية مع رواندا، المتهمة بدعم ميليشيات مسلحة في إقليم كيفو الشمالي شرق الكونغو.

من جانبه، برّر شنقريحة الزيارة بأنها تهدف إلى فتح آلية جديدة للتعاون العسكري ومواجهة التحديات الأمنية بالقارة الإفريقية، مؤكدًا دور الجزائر في مكافحة الإرهاب و”مقاومة الاحتلال”، في رسالة واضحة للروانديين الذين يُتهمون بدعم حركة “ام 23” للسيطرة على إقليم كيفو.

ويعكس هذا المشهد التشابه مع سياسات الجزائر تجاه قضية الصحراء المغربية، إذ تدعم الجزائر الحركات الانفصالية وتحتضن عصابة “البوليساريو”، مما عزز صورة الجزائر كدولة داعمة للانفصال والحركات المسلحة، في مقابل مسار المغرب الداعم للسلام والاستقرار عبر المشاركة في قوات حفظ السلام بالكونغو الديمقراطية، والتي تضم أكثر من 900 جندي مغربي.

وفي هذا الإطار، تلقى جلالة الملك محمد السادس يوم 3 فبراير 2024 اتصالًا هاتفيًا من رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكي دي، تم خلاله استعراض أوجه التعاون الاقتصادي والأمني، بما يعكس دعم كينشاسا الثابت للوحدة الترابية للمملكة.

ويعكس تصرف الجزائر خطأ دبلوماسيًا فادحًا، يزيد من عمق عزلتها ويعكس فشل سياساتها في مواجهة النفوذ المغربي، في وقت يسعى المغرب إلى توسيع علاقاته مع الدول الإفريقية جنوب الصحراء، بما يعزز دوره كفاعل استراتيجي في المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أن جذور النزاعات في شمال شرق الكونغو تعود إلى الاستعمار البلجيكي، الذي منح السلطة للأقليات التوتسية من أصول رواندية وبوروندية، ما أدى إلى صراعات عرقية مستمرة بعد الاستقلال، وتغذية النزاعات المسلحة من أجل السيطرة على الموارد المعدنية، وهو ما استغله النظام الرواندي وداعموه في المنطقة، فيما يقف المغرب كفاعل داعم للسلام والاستقرار.

المقالات المرتبطة

1 تعليق

  1. الريح المستريح says:

    دابا هاذ الشر القريحة راه توحش العتلة المغربية اللي ذاقها ملي كان محبوس عندنا عمرو لأنساها فحياته حتى يديرو عليه التراب دابا سحابيه ولا راجل

أضف رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *