الدخول الجامعي بجهة الرباط سلا القنيطرة .. بين ترصيد المنجزات وآفاق تكريس التميز الأكاديمي

يتميز الدخول الجامعي 2022 – 2023 بعدد من المستجدات لعل من أبرزها انطلاق تفعيل المخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار.

ومن ضمن المستجدات أيضا تفعيل الهندسة الإستراتيجية الجديدة، بغية تعبئة جميع الفاعلين لإعداد أجيال ذات كفاءة عالية لرفع التحديات الحالية والمستقبلية وقادرة على تقديم حلول ذكية ومن شأنها المساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للمملكة وإشعاعها الدولي والتقدم الإنساني، حسب ما أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والإبتكار، عبد اللطيف ميراوي، يوم الثلاثاء الماضي بالرباط.

وعلى صعيد جهة الرباط سلا القنيطرة، فإن الدخول الجامعي سيكون مناسبة لتعزيز القطب الجامعي للجهة ، الذي تم إطلاقه في ماي الماضي خلال المحطة العاشرة للمناظرات الجهوية للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وبهذه المناسبة، قال رئيس جامعة محمد الخامس بالرباط، محمد غاشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إنه من المرتقب أن تستقبل الجامعة ، خلال هذا الدخول الجامعي، ما يقارب 30 ألف طالب جديد اختاروا تخصصات مختلفة، ليصبح بذلك عدد طلبة الجامعة 90 ألف طالبا وطالبة.

وأبرز أن الجامعة تقترح، خلال هذه السنة الجامعية، عرضا متعدد التخصصات، متنوع ومبتكر يضم 280 مسلكا، تتوزع على 6 أقطاب للتكوين، (42 مسلكا في علوم التربية، 43 في العلوم الإنسانية والاجتماعية، 68 في العلوم القانونية الاقتصادية والتدبير، 124 في العلوم التقنية والهندسة، و9 في علوم الحياة والصحة)، لافتا إلى أن هذا العرض تم تعزيزه بمسالك جديدة تغطي مختلف التخصصات، منها الإجازة في القانون والاقتصاد بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية -أكدال، والدبلوم الجامعي للتكنولوجيا في تدبير المهن الرياضية بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بسلا، والإجازة المهنية في الأمن المعلوماتي وهندسة النظم بكلية العلوم، وماستر متخصص في النظم العالمية للملاحة عبر الأقمار الاصطناعية بكلية العلوم.

ومن جانبه، اعتبر محمد الدرويش، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الخامس بالرباط ورئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، أن الدخول الجامعي بشكل عام، خلال هذه السنة، يعرف زيادة في نسبة الملتحقين بمؤسسات التعليم العالي مقارنة مع السنة الماضية، إلى جانب فتح عدة مراكز للتكنولوجيا الحديثة، مع اعتماد اللغة الإنجليزية في مجموعة من الوحدات فضلا عن أنظمة خاصة بتوجيه الطلاب وحركيتهم بين الجامعات الوطنية والدولية.

وشدد أن مجموعة من الجامعات عمدت على إحداث تخصصات تستجيب لسوق الشغل دون إغفال الأدوار الرئيسية للجامعة والمتمثلة في تكوين الأطر وإعدادها للحياة بكل ما تقتضيه في العصر الحالي، مبرزا المبادرات التي يقوم بها الأساتذة الباحثون ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات وكذا الطلبة الباحثون لجعل الجامعة المغربية في خدمة تنمية البلاد.

من جهته، قال محمد معروفي، طالب باحث بسلك الدكتوراه بجامعة محمد الخامس بالرباط، إن الدخول الجامعي يعد لحظة محورية ومفصلية مهمة في حياة الطلبة، مبرزا أن الجامعة قامت بتنظيم مجموعة من الأنشطة المتنوعة التي تهدف إلى مواكبة الطلبة الجدد من أجل مواكبتهم وتقريبهم من الوسط الأكاديمي والجامعي، لعل أبرزها فتح التسجيل القبلي عبر المنصات الإلكترونية، على أن يتم استكمال التسجيل تدريجيا مع تبسيط المساطر المعمول بها.

واعتبر، في سياق متصل، أن ” نموذج جامعة الغد يتطلب نهج المقاربة التشاركية مع كل الفاعلين من أساتذة جامعيين وأطر إدارية وطلبة، فضلا عن تعزيز انفتاح منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على محيطها الجهوي والمحلي “.

يشار إلى أنه جرى في ماي الماضي توقيع اتفاقية من طرف رؤساء أربع جامعات بجهة الرباط سلا القنيطرة، ويتعلق الأمر بجامعة محمد الخامس بالرباط، وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، والجامعة الدولية بالرباط، وجامعة الزهراوي الدولية لعلوم الصحة، وذلك لإضفاء الطابع الرسمي للقطب الجامعي لجهة الرباط سلا القنيطرة من أجل تكريس التميز الأكاديمي والعلمي.

ويهدف هذا التجمع الأكاديمي إلى جعل المغرب وجهة الرباط سلا القنيطرة أحد المنصات الإفريقية لاقتصاد المعرفة، وحاضنة للتقنيات العالية على المستويين القاري والدولي.