ألقى الملك محمد السادس، يوم أمس السبت 6 نونبر، خطابا يمناسبة الذكرى 46 للنسيرة الخضراء.
في ها الخطاب عرج العاهل المغربي على مجموعة من النقاط التي تهم القضية الوطنية، مشددا على ضرورة مواصلة التنمية في الأقاليم الجنوبية، ومبرزا الدور المحوري الذي تلعب تلعبه القضية الوطنية في الاستراتيجية الديبلوماسية للملكة.
في هذا الصدد، تستضيف "بلبريس" الأستاذ المحامي نوفل بوعمري، المتخصص في العلاقات الدولية، من أجل نقاش مضامين الخطاب الملكي.
مرحبا أستاذ نوفل..ما رأيك في تجاوز الملك محمد السادس لدولة الجزائر في خطابه الأخير وتوجيه الخطاب مباشر للدول الأوربية؟
الخطاب الملكي للمسيرة الخضراء توجه لشعوب المنطقة في ختام الخطاب متمنيا لها جميعا بالمزيد من التقدم، بمعنى أن الخطاب الملكي حافظ على ثابت فيه على مستوى توجهه نحو شعوب المنطقة داعيا إياها للمزيد من الوحدة لتحقيق التكامل والتقدم الذي تنتظره شعوب المنطقة ككل، لذلك فهو إن كان لم ينجر وراء رغبة العسكر الجزائري لحرب إعلامية تشكل رهانا استراتيجيا لدى الحكام الجزائريين، فإنه بالمقابل توجه كما عادته في خطبه لشعوب شمال أفريقيا الخمسة.
لقد حدد الخطاب الملكي طبيعة العلاقة التي ستجمعه مستقبلا بالدول الأوروبية المبنية على الشراكة والوضوح التكاملي الذي لا يمكن التمييز فيه بين الاقتصادي والحيوي بالنسبة للمغرب وأكثر الملفات حيوية حاليا هي القضية الوطنية التي لم يعد بالنسبة للدول الصديقة أن تظل مواقفها ضبابية اتجاه دعم مغربية الصحراء ودعم مبادرة الحكم الذاتي.
الملك محمد السادس اعتبر أن المجالس المنتخبة هل الممثل الشرعي لساكنة الصحراء، هل في هذا تجاوز لمقترح الحكم الذاتي؟
الانتخابات الأخيرة والتي جرت قبلها كذلك، أصبحت لها دلالة سياسية، خاصة منها تلك التي تجري في الأقاليم الصحراوية الجنوبية، إذ أصبح سكان المنطقة ينتخبون ممثليهم في هذه المؤسسات وكذلك ممثليهم في العملية السياسية.
هؤلاء المنتخبون أصبح لهم دور سياسي ودبلوماسي كبير على صعيد اللجنة الرابعة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وعلى صعيد المباحثات التي جرت سابقا، بحيث شارك في الوفد الرسمي المغربي ممثلين عن الساكنة المحلية من منتخبين محليين.
لذلك فالأمر ليس تجاوز للحكم الذاتي بل هو تعزيز للمبادرة بحيث يُظهر المغرب من خلال هؤلاء المنتخبين من هم الممثلين الشرعيين للصحراويين والصحراويات من خلال صناديق الاقتراع والديمقراطية.
ما هي دلالات الملك في قوله "المغرب لا يتفاوض أبداً حول مغربية صحرائه"؟
هذا الموقف سبق للمغرب ولعاهل البلاد أن أكد عليه، وهو موقف يعتبر من الثوابت التي يعالج من خلالها المغرب نزاع الصحراء داخل الأمم المتحدة، لا عملية سياسية خارج مبادرة الحكم الذاتي، ولا حل ولا مفاوضات خارج هذا الإطار الذي وضعه المغرب الذي بات يحوز على ثقة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والفاعلين الكبار المؤثرين في العلاقات الدولية والنزاعات الإقليمية، عليه فالخطاب أعاد التذكير بهذا الثابت في استراتيجية المغرب لمعالجة الملف.