يتفق جل الباحثين ان قوة الحكومات تبرز في عز الازمات الكبرى، حيث يبرز وزراء ويغيب اخرون، وهذا ما ينبطق على وزراء حكومة العثماني التي وصفت ”بحكومة الكفاءات” لكن الواقع أثبت أنها أيضا ”حكومة الرداءات”.
لذا فقد أبان بعض وزراء بعض قطاعات حكومة العثماني عن تميزهم في التأقلم مع تحديات الظرفية الصعبة التي تمر منها البلاد .في حين غاب اخرون ولم بظهر لهم أي أثر.
في هذا الصدد تستعرض”بلبريس”لكم، أبرز الوزراء الذين أبانوا عن كفاءة عالية في هذه الظرفية،في مدة ولايتهم الحكومية ، وكانوا في الواجهة.
عبد الواحد لفتيت القوة الهادئة لكن الصارمة
من الوزراء غير المنتمين سياسيا والذين سطع نجمهم ونالوا الكثير من الاحترام والتقدير والاعجاب من طرف كل مكونات الشعب، وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت الذي أبهر جميع البرلمانيين خلال اجتماع لجنة برلمانية اليوم 23 مارس بجملة أدخلته التاريخ بقوله بعفوية مثيرة : ”لم نكن في يوم من الأيام في أمس الحاجة إلى بعضنا البعض مثل اليوم، نحن في سفينة واحدة إما أن ننجو جميعا أو نغرق جميعا “.
جملة بسيطة لكنها بليغة وقوية ومؤثرة ، منحت للمواطن المغربي الكثير من الطمأنينة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها بلادنا و العالم بأسره. وللحقيقة، فمنذ ظهور هذا الوباء برهن وزير الداخلية والولاة والعمال وكل رجال السلطة على مستوى عال من الوطنية الحقة التي تتطلب منا جميعا التضحية والحزم لمواجهة كارثة إنسانية يدبرها جلالة الملك بحكمة وبتبصر كبيرين نالت اعجاب العالم.
لقد لاحظ الكل صمت وتبصر والرؤية الاستراتيجية والروح الوطنية العالية والمنهجية الفعالة التي يدبر بها وزير الداخلية ازمة فيروس كورونا وتحدياته الى جانب رجال السلطة الذين غيروا بتضحياتهم وسهرهم على صحة وأمن وسلامة المواطن والوطن النظرة السلبية التي كانت لذى المواطن البسيط اتجاه السلطة ورجالاتها.
سلوكات وممارسات وزير الداخلية وولاة وعمال صاحب الجلالة وكل رجال السلطة لمواجهة وباء كورونا اعطت اليوم درسا في قيم الوطنية والمواطنة الحقة في وقت كان البعض يتشدق بها لكن في عز ازمة فيروس كورونا أصيب هؤلاء بالحجر الخطابي والتزموا الصمت .
أمزازي وزير “الكفاءة” في الصعاب
سعيد أمزازي، يعد من أبرز الوزراء الذين أبانوا عن كفاءة عالية، سواء من ناجية التواصل أو من ناحية تدبير الأزمة ، حيث انه سهر على تنظيم امتحانات الباكلوريا، في عز الأزمة الوبائية التي تمر منها البلاد، بتدابير احترازية عالية .
وما يشهد لأمزازي، هو أنه ومنذ قدومه على رأس وزارة التربية الوطنية، أحدث ثورة تواصلية هامة لم تشهدها الوزارة من قبل ، حيث انه امن باهمية التواصل الرقمي واسثمر فيه حيث احتل المرتبة الاولى في وزارء حكومة العثماني بالنسبة للتواصل على مواقع التواصل الاجتماعي
الوزير أمزازي، بالإضافة لتدبيره المرحلة، ساهم بشكل كبير في تطوير منظومة التربية، وذلك من خلال العمل على قانون الإطار وتنزيله، وهو الأمر الذي يعد ثورة في المنظومة التربوية للبلاد، بالرغم من أن مجموعة من الفعاليات السياسية حاولت محاربته إلى أنه عمل على تطوير المنظومة والعمل بجد رغم “التكوليس” الذي قامت به بعض النقابات ولاسيما تلك التي تعد ذراعا لحزب العدالة والتنمية .
![]()
أيت الطالب “أزمة” أبانت عن العمل
وكما هو الشأن بالنسبة للعالم بأسره، فالمغرب مر من أزمة وبائية خانقة، لكن تجاوزها بأقل الأضرار، وذلك بفضل المجهودات التي قامت بها وزارة الصحة، والوزير خالد أيت الطالب، تماشيا مع التوجيهات الملكية .
توفير الأدوية للمصابين بالأمراض المزمنة، والبروتوكول العلاجي، وغيرها من الأمور، أبانت عن المجهودات الكبيرة التي قامت بها وزارة الصحة في عز أزمة فيروس “كورونا” المستجد .
ومن الجانب التواصلي، فلا يمكن إنكار الدور التواصلي الجيد التي قامت به وزارة الصحة، وتقريب المعلومة من المواطن، وكذلك الدعاية للتدابير الاحترازية، وغيرها من الأمور، هذا من الجانب المركزي وبتوجيهات من الوزيرأيت الطالب، بالرغم من العترات التواصلية، التي تقوم بها بعض المندوبيات .
وأمام كل هذا، فقد نجح المغرب في تلقيح نسبة مهمة من المواطنين تجاوز عتبة الخمسة عشر مليون مواطن، وهو رقم كبير بالمقارنة مع باقي الدول بعضها أوروبية، وأخرى عربية وإفريقية بعضهم لم يتوصل باللقاح حتى الآن .
![]()
مولاي الحفيظ العلمي “الوزير الدينامو”
أما مولاي حفيظ العلمي، فقد أحدث ثورة صناعية حقيقية، في عز أزمة فيروس “كورونا” المستجد، وذلك بعدما سهر على العمل في إطار وطني، على أجهزة التنفس لا شك أنها ستغني المنظومة الصحية مستقبلا .
وفي نفس السياق، فقد عمل صناعيا من خلال مجموعة من المشاريع، بدون أدنى شك أنها ستغني الصناعة الوطنية، حاليا وفي المستقبل .
ويعد مولاي حفيظ العلمي من بين أبرز الكفاءات التي مرت بحكومة سعد الدين العثماني، وأنه سيواصل العمل الحكومي في حال ما كان حزب التجمع الوطني للأحرار بالحكومة المقبلة .
![]()
عزيز أخنوش “الخبرة وقوة التدبير”
اما عزيز أخنوش، رئيس التجمع الوطني للأحرار، ووزير الفلاحة والصيد البحري، فقد ساهم بشكل كبير في إبقاء المنتوجات الفلاحية في الأسواق، رغم الأزمة الوبائية التي مرت منها البلاد في هذه الولاية الحكومية .
أخنوش، الوزير الذي لا شك أنه أبان عن قدرة كبيرة في مواجهة الوباء وكذلك في مواجهة شح السماء، وإيجاد تدابير تقي المغاربة أزمة حقيقية في حال ما غابت المنتوجات الفلاحية عن الأسواق، وهو الأمر الذي تم تداركه .
الوزير التجمعي، ورغم “الجفاف”، إلا أنه كان سندا للفلاح البسيط، في مواجهة شح السماء، وهو ما يدل عن خبرته في المجال، ويؤكد عودته لمنصبه الحكومي، من أجل المخطط الأخضر الذي يسير في الطريق الصحيح، بفضل العمل الجيد الذي يسهر عليه عزيز أخنوش .
![]()
ويرى المراقبون للمشهد السياسي، أن هؤلاء الوزراء من المنتظر أن يستمرون في الولاية الحكومية القادمة، ولاسيما للعمل الذي قامو به في عز أزمة فيروس “كورونا” المستجد .
وتشير المصادر نفسها، أن المغرب بحاجة لهذه الوجوه في العمل الحكومي المقبل، وأنه بالرغم من الانتقادات الموجهة إليهم من هنا وهناك، فانهم ابانوا عن قدرات هائلة في التدبير وفي الحكامة واتخاذ القرارات الصعبة وتنفيذها في ظروف صعبة واستثنائية، اما باقي حكومة العثماني فان التاريخ لن يذكرهم الا انهم وصفوا بوزراء حكومة الكفاءات خطأ.