قررت الدولة المغربية، اليوم الخميس 6 ماي، استدعاء السفيرة المغربية بألمانيا، زهور العلوي، قصد التشاور، على إثر الأزمة التي الديبلوماسية بين البلدين، حيث وجهت الرباط الاتهام لبرلين بإتخاذ مجموعة من “المواقف العدائية” ضدها.
في هذا الصدد، قال الباحث في العلاقات الدولية، كريم عايش، إن “بلاغ وزارة الشؤون الخارجية جاء مفاجئا ظهر اليوم، في سياق متوتر للعلاقات الدبلوماسية المغربية مع اكثر من بلد أوروبي، اذ جعل اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بسيادة المغرب على صحرائه دولا بعينها خارج منطقة الظل والحياد وتشهر اوراق المعارضة الدبلوماسية في حق قرار سيادي أمريكي بغض النظر عن شخصية الرئيس”.
واعتبر عايش في تصريح لـ”بلبريس”، أن “هذا الأمر يثير الاستغراب في العقلية التي تتحكم في خيوط دبلوماسية هذه الدول، ومعها استغراب المتتبعين في انقلاب مواقف دول وبروزها للعلن بشكل فاضح وعدائي، وهو الامر الذي يحاول المحللون الامساك بخيوطه طالما ان مصالح المغرب وهذه الدول كانت على الدوام في مستوى جيد جدا”.
وأشار عايش، إلى أن “هذا الأحداث تطرح اشكالية حكامة الفعل الدبلوماسي المغربي في الشق الداخلي والخارجي ومدى صلابة الروابط الديبلوماسية على ضوء دراسات وتقارير قبلية وتتبعية تمكن من تجنب مثل هذه الصدامات والحوادث، حتى لا تصل للقطيعة وتتحول بعدها الى اعمال عدائية ملموسة ومنسقة من طرف بلدان عديدة ومعها حرب استخباراتية واقتصادية”.
وأكد المتحدث ذاته، على أنه “مهما يكن الامر نسجل أن النقط المشار اليها في البلاغ هي نقط وجيهة وواضحة وتمت معاينتها بالملموس، الإ في ما يتعلق بنقطة تسريب المعلومات والكشف عن معلومات حساسة فهذه نقط تدخل في اطار عمل الاجهزة الامنية المكفول بالسرية والذي يقتضي من الطرفين الحفاظ عليه، وهذا ما اثقل كفة السلوك العدائي الالماني”.
وشدد عايش، على أنه “يجب علينا اليوم قراءة تشكيلة الحكومة الالمانية الاخيرة والتي صار واضحا ان خلافة ميركل على حزب التحاد المسيحي الديمقراطي صارت تنحو بالتحالف مع الحزب الاشتراكي الدمقراطي نحو مواقف خارجة عن الاجماع الدولي وتبني مواقف اكثر راديكالية تزرع هوة بينها وبين الغرب خاصة اذا ما تم فهم حاجتها الى ضمان شراكة روسيا للتزود بالطاقة ومعاكستها لتوجيهات الرئيس السابق والحالي حول مشروع انبوب نورسريم 2 و اعتمادها سياسة محايدة في الصراعات الدولية بعدما كانت من اشد الحلفاء الامريكيين في الماضي”.
وختم كريم عايش حديثه قائلا “ربما يظهر أن المغرب صار ثقيل الظهر بسبب حمل عداء دول برز فجأة للعلن وصار يشوش على اقلاع المغرب الاقتصادي والاجتماعي والعسكري، وهو ما يجعلنا ندرك حجم التحديات التي تنتظر المغرب في خضم وضع اقليمي تميز بالنفاق السياسي وغلبة المصالح وازدواجية المعايير والموتقف وافتقاد مصداقية العلاقات الدبلوماسية”.