عن واكبتم ولايتين متتاليتين للحكومة، وأنتم نواب في البرلمان ومنكم من اعتمد كرسيا دائما تحت قبة هذه المؤسسة العتيدة. راكمتم مرتين أو أكثر تمثيلية الساكنة في البرلمان وأنتم ما شاء الله عليكم اربعة برلمانيين؛ ثلاثة منكم في الحزب الحاكم وبرلماني رابع في حزب عتيد وحصيلتكم جميعا خمسة في خمسة أعوام عجاف ومنطقة شبه منكوبة وعارية من التنمية والخدمات وساكنة يعيش أكثر من نصفها تحت عتبة الفقر.
أيها البرلمانيون المحترمون في عبدة لو كان لي لوم حقا للمت فقط ثلاثة منكم ينتمون الى الحزب الحاكم وتركت الباقي والسبب هو أنكم تدعون الإصلاح ومحاربة الفساد والعدالة الاجتماعية والتنمية الشاملة، هذا شعاركم في كل استحقاق، وتلك حصيلتكم طيلة خمس سنوات برلمانية. اما الباقي أعنى البرلماني الاخر فلا تتريب عليه انه اعتاد ان يذهب الى البرلمان كل خمس سنوات وبحكم العادة والتكرار لم تعد مهنة برلماني تعني شيئا ولا مهنة طبيب تعني شيئا فالكل سواسية.
أيها البرلمانيون المحترمون، لم نسمع صوتكم دفاعا عن المنطقة التي نصبتكم أمناء على مصالحها ولم ترفعوا صوت الساكنة الى مركز القرار ولم تقدموا برنامج عمل ملموس للحكومة يترك اثرا إيجابيا على منطقة محرومة بشكل عقابي من كل المصالح العمومية الحيوية، أقلها مستشفى مركزي يلبي حاجيات الساكنة، هل رأيتم في مغربنا اليوم أن مدينة من مدن المملكة لا تتوفر على مستشفى؟ بالله عليكم أي مدينة في المملكة اشير اليها بالإصبع تتوفر على ثانوية يتيمة؟ أي بلدة في مغربنا العزيز لا تتجاوز المدارس الابتدائية بها عدد أصابع اليد؟ وأين مراكز تكوين الشباب وأين البنية الصناعية التي تحرك عجلة التشغيل وتدعم القوة المالية لخلق دينامية الإنتاج واين المؤسسات المنتجة التي تساعد على الرفع من مستوى الحياة في المدينة وتستوعب ذوي الدخل المحدود؟ أما العالم القروي فهو يموت بالتقسيط محروما من التدخلات الناجعة للمصالح العمومية تعليمية وصحية وغيرها، في غياب ملحوظ للمصالح الفلاحية عن المجال، لقد أصبح الفلاح في هذه المنطقة فريسة الجفاف وضيق مصادر الرزق، حتى الغطاء النباتي المثمر الذي كان يساعد على تحقيق بعض الدخل من أشجار مثمرة وصبار وثين وعنب وغيره أصبح في خبر كان، جراء امراض وأوبئة حصدت الكروم والتين والصبار والزيتون وجعلت الفلاح يتجرع مرارتها بمفرده في حين تقف مصالح وزارة الفلاحة مكتوفة الايدي أمام الفاجعة وتتفرج من بعيد.
أيها البرلمانيون الفضلاء، نحن نقدر مسؤولياتكم الجمة كمشرعين واكيد ان دور البرلماني تشريعي وان التنمية من صلاحيات المجالس المحلية ولكن من صلاحيات البرلماني دستوريا التخطيط والتصميم والاقتراح وفتح عيون الحكومة على المناطق المعتمة في برامج التنمية والخدمات والاقلاع الاقتصادي والاجتماعي في منطقته.
من صلاحيات البرلماني المرافعة عن بلدته حين تكون هذه الأخيرة في وضع يدعو الى ذلك،
من صلاحيات البرلماني مطالبة الحكومة بإنصاف بلدته حين تكون ضحية اهمال او تناسي أو حين تعاني من نقص في بعض جوانب التنمية والخدمات،
من صلاحيات البرلماني الدفاع عن برنامج بلدته الاقتصادي والاجتماعي والخدماتي والمطالبة بتنفيذ هذا البرنامج على أحسن وجه؟ تذكروا أيها البرلمانيون الكرام انكن حين كنتم اعني السابقين منكم واللاحقين تغطون في نوم عميق سنوات التسعينات والثمانينات كان برلماني واحد يصرخ بأعلى صوته ويقطع حداءه بين مصالح الإدارات والوزارات دفاعا عن منطقته في قبيلة احمر التي كانت محسوبة على عبدة الجنوبية تحت نفود عمالتكم بأسفي ، قدم عبد الكبير بنزوينة رحمه الله 126 سؤال في مختلف القطاعات وحرك عجلة التنمية والتنمية المستدامة في منطقته اذهبوا وقارنوا بين مشاريعكم الوهمية في المنطقة وما تم إنشاؤه في مناطق كالخوالقة والكنتور والتياميم والشماعية..؟
خمسة اعوام وقبلها خمس اخريات يابسات، يا سادة يا برلمانيين؛ مرت، ومآسي المنطقة تكبر يوما عن يوم واشكالاتها تتشعب وساكنتها تتخبط في البؤس والتهميش والجمود مجالها الجغرافي والبشري يغرق ببطء في بحيرة الواد الحار، اشكال بيئي عويص، يثير الاستغراب والعجب ؛ لم تجد الحكومة ولا الجهة ولا العمالة ولا المجلس الإقليمي ولا الشركاء الاقتصاديون بالإقليم (رجال اعمال شركات وقطاع خاص كالمناجم والمصانع، والقطاعات الأخرى المنتجة كالفوسفاط والطاقة وغيرها يستثمرون آلاف المليارات في مشاريع جمة)، لم يجدوا جميعا سبيلا لردم تلك العاهة المستشرية في جسد البلدة وتخليص الساكنة من ويلاتها، هؤلاء جميعا يتفرجون على المأساة ولا يحركون ساكنا اتجاه الموت الذي يزحف ببطء على الانسان والحيوان والبيئة كما يزحف الليل على ما تبقى من ضوء النهار. ليست مبالغة أيها البرلمانيون الثلاثة من العدالة والتنمية وأنت أيها البرلماني الرابع من حزب كان بالأمس القريب ينادونه بحزب الدولة ويمتلك كل خيوط اللعبة وكان بإمكانه ان يفعل الكثير، ليس مبالغة ان أقول أن الامراض المميتة فعلت فعلها في الدواوير القريبة من بحيرة الواد الحار وان الساكنة برمتها حتى على بعد اميال منها تستنشق رائحة الخمائر البكتيرية والفيروسات المسببة لمختلف الأمراض، ليس فيما أقول مبالغة ولا لغو الكلام ولا مزايدة سياسية، ان اكبر شريحة للفقراء في مملكتنا العزيزة توجد في الجنوب الشرقي لعبدة الجنوبية حيث بلغت نسبة الفقر 48%في رقم قياسي افريقي وان وفيات الحوامل والأطفال الرضع يحمل رقما يدعو الى القلق وان العقارب فعلت الصيف الماضي الأفاعيل وقتلت الآلاف من أبناء المنطقة وان الواقع يفرض نفسه على الجميع وكل شيء واضح للعيان ولا يخطئ الحقيقة ذو نظر.
أيها البرلمانيون الفضلاء، انتظرنا منكم خمس سنوات كي تقوموا بواجبكم ان تدافعوا عن مصالح المنطقة ان تجلبوا المؤسسات الصحية والتعليمية الكافية ان تجذبوا الاستثمار الى المنطقة وتحسنوا من أداء الوضع اقتصاديا وتحاربوا البطالة ان تقوموا بتحسيس المسؤولين في مركز القرار بخطورة ما يجري في منطقة عبدة وعبدة الجنوبية بالخصوص، سبت جزولة التي نصبتكم ساكنتها أعضاء في المجلس التشريعي، فأنتم أيها السادة الكرام جعلتم أنفسكم وكلاء عن الناس ومدافعين عنهم امام المؤسسات وأمناء على حياتهم وحياة اجيالهم، فإذا لم تكونوا مؤمنين بما تعملون ولا قادرين على أن تقاسموا الناس الشعور بما يقاسون وغير قادرين على توصيف معاناتهم ولا منتدبين للتعريف بالحاجة والنقص الشديد في الخدمات والفاقة والبطالة التي تعيشها ساكنة هذه المنطقة؛، انسحبوا من قائمة الاختيار ولا تعودوا الينا مرة أخرى بالورد والشموع، فلن يراهن عليكم أحد؟ واعلموا انكم محاسبون فان لم يكن اليوم فغدا وان لم يكن الغد فأمام الحاكم الأعظم تقفون تذكروا قوله عز وجل" فقفوهم انهم مسؤولون". صدق الله العظيم.