مذكرات جون بولتون ترامب يجعل مصالح امريكا فوق كل التعهدات والالتزامات الدولية ج.4

ربما يقصد بولتون من هذا العنوان تحرر امريكا من التزاماتها و تعهداتها و محاولة اطلاق يدها لتفعل ما تشاء.كما ان هذا العنوان هو في نفس الوقت عنوان لأغنية امريكية مشهورة.

في البداية يحكي بولتون، بأنه في يوم الاثنين الموالي لتوجيه الضربة الى سوريا،سيقوم بأول سفر له  صحبة الرئيس على متن الطائرة الرئاسية،الى مدينة هياهلى بميامي التابعة لولاية فلوريدا، وذلك لحضور تجمع للرئيس حيث سيستعرض فيه المجهودات التي يبذلها من اجل تحفيز مناخ الاعمال.و قدر عدد الحضور بما يفوق 500 فرد،اغلبهم من الكوبيين و الفنيزويليين الامريكيين.

و عندما قدم ترامب بولتون  للجمهور الحاضر حضي بتصفيق كبير، الامر الذي يفسره بولتون بسياق ضرب سوريا.و قد تفاجأ ترامب و سأل الجمهور : هل تمنحونه كل هذا التقدير؟و هل تعرفون ماذا يعني هذا.. انها نهاية مهمته؟و قد كان السيناتور ماركو روبيو(نائب عن ولاية فلوريدا) قد سبق ذلك عندما علق على تعييني بقوله:"انه يوم سيئ بالنسبة لمادورو و كاسترو، و يوم خالد بالنسبة لقضية الحرية".

و في هذه المرحلة يقول بولتون  ،انه كان منكبا على الاعداد للقمة الثنائية بين ترامب و ابيي رئيس الوزراء الياباني ،و الذي كان ملف البرنامج النووي الكوري الشمالي هو الهدف الرئيسي من زيارة ابيي.

في هذا الفصل بدأ بولتون يتعمق في تفاصيل مهمته كمستشار أمن قومي،اذ قال في سياق تحضير ترامب للقاء القمة مع ابيي ،انها مسالة صعبة و شاقة و تنذر بالأشياء القادمة.

و بناء على برنامج اللقاء بين الرئيسين،تم تنظيم لقاءين او جلستين،الاولى خصصت اساسا لمناقشة ملف كوريا الشمالية و القضايا الامنية ،و الجلسة الثانية خصصت للقضايا التجارية و الاقتصادية.فاللقاء الاول تركز حول القضايا السياسية.

و عندما تأخر ترامب عن الاجتماع ،اقترح  بولتون ان تتم في البداية و باختصار مناقشة موضوع التجارة ،ثم بعد ذلك ينتقلون الى موضوع كوريا الشمالية.و لكن بولتون اعترف بان اقتراحه  كان خطأ .و سوف يكهرب الرئيس الجو عندما اشتكى بشدة من الهجوم الياباني على بور هاربور،علما انه قال بداية بان امريكا لا تملك حليفا افضل من اليابان.

و يقول بولتون بانه على اثر هذه الواقعة قام  بسحب كيلي جانبا لمناقشة هذا اللقاء الغير المثمر،فقال له كيلي"ستحس بإحباط شديد في هذه ألوظيفة "، فرد عليه بولتون بأنه "لن يشعر بأي احباط اذا ما توفر حد أدنى من الضبط و النظام .انها ليست مشكلة الرئيس ترامب ،انها مشكلة موظفي و ادارة البيت الابيض"،فرد كيلي عليه بشدة :" أنا لست في حاجة لتلقي علي محاضرة"،فرد عليه بولتون  :"أنا لا ألقي عليك محاضرة،انا أمدك فقط بالوقائع و انت تعرف انها حقيقية ".

فتوقف كيلي قليلا و قال بأنه "كان خطأ السماح لهم بالدخول(اذ كان مبرمجا اجتماعين الاولى سياسي و الثاني اقتصادي،و لم يكن من المناسب السماح بدخول الوفد لاجتماع لا يعنيه) ،و اتفقا على ضبط المشكل مستقبلا.

يعلق بولتون على هذه الواقعة بان كيلي كان محقا و انه ،اي بولتون ،كان مخطئا.لان المشكلة كانت في ترامب و لم تكون في ادارة البيت الابيض،و هذه المشكلة لم يتم حلها أبدا.

عقد ترامب و ابيي بداية لقاء رأسا لرأس ثم بعد ذلك التقيا بحضور وفديهما بقاعة فال بالدروم...

حيا رئيس الوزراء الياباني بولتون قائلا له "مرحبا من جديد"،اذ سبق لبولتون ان تعرف عليه منذ 15 سنة.و قد صرح رئيس الوزراء الياباني بعد لقائه بترامب رأسا لرأس بأنهما خرجا بتفاهم متبادل،  و بان جميع الخيارات حول كوريا الشمالية كانت مطروحة على الطاولة ،حيث نحتاج الى ممارسة ضغط كبير والى قوة ردع عسكرية ساحقة . في الحقيقة ، يقول بولتون ،ان هذا هو رأيي  الحقيقي .في هذا الظرف كان بومبيو منشغل بالتفاوض حول تحديد مكان انعقاد قمة ترامب مع زعيم كوريا الشمالية.

 

و حول عدم وضوح موقف ترامب من روسيا و سوريا،فان بولتون يوجه عدة انتقادات للرئيس في هذا الموضوع.إلا انه يقول بأنه لا يعرف موقف ترامب من الزعيم الروسي و قد بقي لغزا في رأيه.و قد حاول اقناع الرئيس بفرض مزيد من العقوبات ضد روسيا  و لكن بدون فائدة.

و يحكي  عن الاتصالات التي جرت قبل الانسحاب الامريكي من الاتفاق النووي  ،و بخاصة مع نظراءه بانجلترا و المانيا و فرنسا حيث شرح لهم مرارا استحالة تعديل هذا الاتفاق..و قد بذل كل جهده حتى لا يفاجئوا حلفاء امريكا المقربين.

و قد تأسف بولتون عن تغيير بعض المسئولين لأرائهم و مواقفهم ،الاشارة الى بومبيو و موقفهم من احتلال العراق.

كما يعلل تركيزه منذ البداية على الملف النووي الايراني،حيث يعتبر ايران بعد 40 سنة من قيام ثورتها الإسلامية لم تتوقف عن تطوير برنامجها و على دعم الجماعات الارهابية بالمنطقة  بالمال و السلاح,خدمة لأهدافها الاستراتيجية.

و فيما يتعلق بالانسحاب من بعض الاتفاقيات الدولية و خاصة في النزاع مع الصين ،فانه يتهمها بأنها لعبت اللعبة ،اي طبقت سياسة الميركانتيلية فيما يعتبر تبادل حر داخل منظمة التجارة الدولية ،و سرقت ملكيتنا الفكرية و نقل مشبوه لتكنولوجيتنا ،الامر الذي أفقدنا رساميل و تجارة لعقود عديدة.

ان عملية اتخاذ القرارات التجارية تحت ادارة ترامب كانت مؤلمة،لان تامين القوة العسكرية و السياسية لأمريكا مرتبطة بقوة الاقتصاد الامريكي و صلابته,

و فيما يتعلق بأسلوب ترامب في صناعة القرار،فان القضايا كانت تناقش اسبوعيا ،اما في قاعة روزفلت او في القاعة البيضاوية تحت رئاسة الرئيس ترامب .و كانت هذه الاجتماعات تشبه التقاذف بأطباق الطعام في المدارس،فعوض ان تكون عملية حذرة،تتولى اعدادها و تحضيرها بشكل جيد ،لجان مختصة تتولى فرز القضايا و تحديد الاختيارات. يذكر بولتون بانه عقب الاجتماع التحضيري لزيارة منيوشن لبكين قال ترامب لمنوتشين ، "أنت ذاهب إلى الصين لركل مؤخرتهم". هذا ما أعجبني. يعلق بولتون على ذلك,

قال ترامب ان الصينيين لا يبالون بنا انهم قتلة بدم بارد,(في مجال التجارة).

(يتبع)


شاهد أيضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.